فاجأ أعضاء في تنظيم"كتائب التوحيد"هيئة محكمة أمن الدولة الأردنية باعترافهم الصريح بالتهم المنسوبة إليهم بالأعداد لهجوم بالمواد الكيماوية على مبنى الاستخبارات في نيسان ابريل عام 2004، وأكد اربعة من عناصر التنظيم التسعة الذين تولوا الحديث أمام المحكمة أمس أنهم حضروا إلى الأردن"لاداء فريضة الجهاد"وقتال ما وصفوه ب"الحكام المرتدين وأعوانهم على اعتبار أنهم أولى بالقتال من الكفار الأصليين من يهود ونصارى"على حد قولهم. واعترضت هيئة الدفاع المكونة من خمسة محامين على أقوال المتهمين، وحاول المحامون تخفيف الاعتراف الصريح بالتهم حتى لا يكون ذلك دليل أثبات عليهم لدى المحكمة، لكن المتهمين كانوا غير آبهين بمصيرهم وأصروا على أقوالهم واستمروا تباعاً في تأكيد ضلوعهم في ما نسب اليهم، وتتابعوا على توجيه الشتائم والاتهامات بتكفير العاهل الأردني والنظام والجيش كذلك هيئة المحكمة، وحاول بعض محامي الدفاع عن المتهمين الانسحاب من القضية بسبب الاعترافات الصريحة وتوجيه الشتائم القاسية. وكانت المحكمة في جلستها أمس سمحت للمتهمين التسعة الموقوفين بتقديم إفاداتهم الدفاعية كتابة وشفاهة. واتهم زعيم التنظيم عزمي الجيوسي مدير الاستخبارات السابق سعد خير بضربه بكابل كهرباء أثناء التحقيق معه. ولم يكشف المتهم الجيوسي عن علاقته بالزرقاوي أو الأماكن التي كان يخطط لاستهدافها بعد ان نصحه محامو الدفاع بعدم تلاوة ورقة أعدها مسبقاً بسبب اضرارها بمصالح المتهمين الآخرين، لكنه اعترف بأن الأهداف التي كان يقصد ضربها مذكورة في الورقة التي توقف عن تلاوتها. واعتبر محامي الدفاع عن الجيوسي ان"الورقة"ليست جزءاً من الإفادة الدفاعية. وأكد المتهم حسين شريف انه تعرض للضرب والإكراه مع شقيقه وأن أفادته أمام المدعي العام غير صحيحة لكنه لم يعترف بمشاركة في التخطيط للعملية. وقال المتهم احمد سمير أن أفادته غير صحيحة لكنه ألقى خطبة كفر فيها العاهل الأردني، وقال:"شيخنا ابو مصعب الزرقاوي قال لو ملكنا الكيماوي لضربنا تل ابيب، وضربنا نظامكم الخائن العميل". وأضاف المتهم:"والله ان كمية 20 طناً لا تكفيكم ويلزمكم مئات الأطنان من المتفجرات". واختتم كلامه بتهديد هيئة المحكمة بالرد من"اخواننا". واعترف المتهم حسن عمر السميك انه عاد للأردن لإقامة فريضة الجهاد وقتال"المرتدين من الحكام وأعوانهم وقتال الحكومة الطاغية التي نشرت الفساد في الأرض وحاربت دين الله لإرضاء أسيادهم من أميركا واليهود". وأكد المتهم انه قصد دائرة الاستخبارات الأردنية بالذات"لأنها رأس الكفر"، معتبراً ان الأردن هو"الولاية الحادية والخمسون في الولاياتالمتحدة الاميركية". وأشار المتهم السوري أنس سمير الى ان أقواله لدى المدعي العام غير صحيحة لكنه كشف ان سبب مجيء المجموعة إلى الأردن"لأنها بلاد علمانية تفسد الدين وتمارس التشريع من خلال نظام ديموقراطي يشرع للبشر غير دين الله". وأضاف:"جئت من اجل مقاتلة الحكام في الأردن". واعتبر نفسه"سهماً من سهام الله يرميني حيثما يشاء، وأنا على استعداد ان أقاتل الأردن في سبيل الله لأنكم تحرسون الأميركيين والإسرائيليين ومن يضربكم يضرب اليهود والأمريكيين". وقال:"كنت أود القتال بأي سلاح فاشتركت مع عزمي الجيوسي في تصنيع المتفجرات لاستخدامها وهو الذي علمنا صناعة المتفجرات، وهدفي السعي إلى قتالكم بسبب كفركم". وتمسك المتهمون الأربعة الباقون حسني شريف والسوري محمد سلمي ووسيم ابو عياش وجمال الدغيدي بأن إفاداتهم إمام المدعي العام غير صحيحة لأنها أخذت تحت الإكراه والضرب نافين التهم المنسوبة أليهم. وكانت جلسة المحكمة أمس هي الأخيرة اذ ستبدأ العطلة القضائية بعد أيام وستباشر المحكمة النظر في هذه القضية في السابع من أيلول سبتمبر المقبل.