سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن تعرفت الى هويات منفذي التفجيرات... وقتيل في اعتداء عنصري . ترجيح مقتل أحدهم واعتقلت أحد المتورطين في شمال شرقي البلاد وهجوم على قنصلية باكستانية في برادفورد واعتداء على مركز اسلامي
أعلنت الشرطة البريطانية أمس انها تعرفت الى هويات الأشخاص الأربعة الذين نفذوا اعتداءات الخميس الماضي في لندن، ورجحت ان يكون احدهم قتل خلال التنفيذ، موضحة أنها اعتقلت شخصاً في منطقة ويست يوركشاير شمال شرقي انكلترا على علاقة بالتفجيرات. وجاء هذا التطور مع أخذ الاعتداءات العنصرية على المسلمين منحى تصعيدياً بعد مقتل رجل باكستاني بأيدي شبان بيض انهالوا عليه بالضرب في نوتنغهام وسط، في حين تعرضت القنصلية الباكستانية في برادفورد شمال لاعتداء أسفر عن أضرار مادية فقط، كما تعرض مركز اسلامي آخر لاعتداء أدى الى تحطيم زجاج واجهته. راجع ص9 و10 وأعلن قائد عمليات مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية بيتر كلارك ان المفجرين الأربعة قدموا من ويست يوركشاير صباح يوم الاعتداءات وظهرت صورهم في شريط مسجل التقطته كاميرا مثبتة في محطة"كينغز كروس"التي شهدت أحد الانفجارات، موضحاً أن هذا الشريط واحد من 2500 شريط مسجل فحصهم خبراء الشرطة. واضاف أن أحد هؤلاء الذين عثرت الشرطة على وثائق باسمائهم في أماكن قريبة من مواقع التفجير يرجح كثيراً أنه قتل في الانفجار الذي وقع بين محطة أولدغيت وليفربول ستريت، لكن لا بد من تأكيد ذلك بشكل جازم بعد المزيد من فحص الأدلة. وأشار الى ان عائلة أحد المنفذين ابلغت الشرطة بأنه مفقود عند الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس نفسه، وانه قد يكون قتل في انفجار الباص. وبناء على هذه المعلومات دهمت قوات خاصة من الشرطة منطقة في ويست يوركشاير، حيث اعتقلت شخصاً مشتبهاً بعلاقته بالاعتداءات وتم نقله الى لندن للتحقيق معه. كما ضبطت الشرطة سيارة في أحد المواقف شمال العاصمة يشتبه في ان لها علاقة بالقضية ويجري فحصها. وأكدت الشرطة ان التحقيقات تتقدم بسرعة كبيرة رغم انها لا تزال في مراحلها الأولى، وشددت على ان الاعتداءات من فعل متطرفين ومجرمين ولا يمكن ربطها بأي مجموعة عرقية او دينية في البلاد. لكن هذا لم يمنع تصاعد الهجمات العنصرية في مختلف انحاء بريطانيا، حيث أكد الناطق باسم شرطة نوتنغهام في اتصال مع"الحياة"نبأ مقتل الباكستاني كامل رضا بوت 48 عاماً نتيجة تعرضه للضرب المبرح بأيدي شبان بيض، لافتاً الى أن المحققين اعتبروا الحادث عنصرياً. وتابع الناطق أن الشرطة اعتقلت ستة شبان جميعهم في سن 18 أو أقل، يُشتبه بتورطهم في الحادث"وعقدت اجتماعاً طارئاً مع زعماء الجالية الاسلامية". وكان الرجل يزور صديقاً له في منطقة هوبكلوز عندما هاجمه الشبان البيض في احدى شوارع المنطقة عند الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر. وأثار الحادث قلق الجالية التي ربط أحد المسؤولين فيها آزاد علي، رئيس مركز"الأمان"، الحادث بالتفجيرات الأخيرة وب"الاسلاموفوبيا المستشرية في المجتمع". وأوضح أن الشبان الذين هاجموا الضحية انهالوا عليه بشتائم عنصرية مثل"أيها الطالباني اللعين"وغيرها. وفي برادفورد، قالت الناطقة باسم الشرطة المحلية سارة شكسبير في اتصال مع"الحياة"أن اعتداء على القنصلية الباكستانية وقع منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، مضيفة أن التحقيقات جارية في الهجوم الذي أسفر عن احتراق واجهة المبنى. وتابعت أن"الشرطة لن تتسامح أو تتعايش مع أي اعتداء عنصري"، في اشارة الى احتمال ارتباط الاعتداء بتفجيرات لندن. وأعرب علي عن قلقه من"تدهور أمن الجالية يوماً بعد يوم"، فيما عزا رئيس"اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان"مسعود شجرة في اتصال مع"الحياة"تزايد الاعتداءات الى التغطية الاعلامية للتفجيرات، مشيراً الى أن"الصحف ليس لديها شيء تكتبه، فتخصص صفحاتها للحديث عن تطرف الجالية الاسلامية وغيره". ورأى أن الاسلاميين المتطرفين مثل الشيخ عمر بكري، يخسرون شعبياً منذ التفجيرات، مطالباً رئيس الوزراء البريطاني بادانة الاعتداءات التي طاولت الى الآن تسعة مساجد. وأفاد امام المسجد الكبير في ليدز شمال زاهر بيراوي في اتصال مع"الحياة"أن الشرطة دهمت منازل في ثلاث مناطق، هي هايرهيلز وبيستون وهدينغلي، لافتاً الى أن الباكستانيين يشكلون حوالي 80 في المئة من الجالية الاسلامية المقدر عددها بحوالي 30 ألفاً، يأتي بعدهم العراقيون ونسبة قليلة من المغاربة.