وصف لبناني كان ضحية هجوم عنصري مفترض ضده وضد شقيقه ورفيق ثالث لهما في شمال لندن قبل أيام، كيف اعتدت عليهم مجموعة من البريطانيين "من دون مبرر" وتركت شقيقه يكافح من أجل البقاء حيّاً بعدما أصيب بجروح خطيرة في رأسه. والشقيقان اللبنانيان المقيمان في نيجيريا، كانا يدرسان إدارة الأعمال والهندسة المدنية في لندن. ورفيقهما الثالث صديق لهما منذ 15 سنة في نيجيريا. وتعهدت الشرطة البريطانية كشف الجناة، مؤكدة عدم تساهلها في الاعتداءات العنصرية. وأبلغت نتائج تحقيقاتها الأولية الى مسؤولي السفارة اللبنانية. وقال اللبناني "ن. ج" 19 عاماً ل"الحياة"، أمس، ان الاعتداء وقع قرابة الأولى والنصف فجر السبت في اليوم الثالث من رمضان حين ذهب هو وشقيقه "م. ج" ورفيق آخر للتحوّج من أجل السحور من سوبرماركت "آسدا" القريبة في كولونديل، شمال العاصمة البريطانية. وأضاف انهم وجدوا السوبرماركت مقفلة - علماً انها تفتح عادة ليلاً - فقرروا العودة بالباص، لكن أثناء انتظارهم عند موقف للباصات "رأينا مجموعة من حوالي 7 أو 8 أشخاص بيض يمشون في الشارع". وتابع ان هؤلاء صاروا "من دون مبرر" يصيحون في وجههم "هل تريدوننا ان نرميكم خارج البلد". وأكد انهم لم يردوا عليهم، لكن البيض صاروا "يقولون لنا: إننا نكلّمكم ... فصار تلاسن بيننا. ضربني أحدهم لكمة، فضربته. ثم انهالوا كلهم بالضربات على أخي". وقال ان الاعتداء استمر نحو خمس دقائق، وان همّه كان انقاذ اخيه الذي كان ينزف دماً من رأسه وبدا في وضع يُرثى له. وأوضح ان رفيقه اللبناني الثالث استطاع ان يوقف سيارة مارة في الشارع نقلتهم الى مستشفى محلّي حيث تمت معالجتهم، قبل نقل اخيه الى مستشفى آخر في وسط لندن بسبب خطورة وضعه. وقال ان الشرطة البريطانية التي حققت في الموضوع، كان موقفها "جيداً" من خلال عدم تهاونها مع الاعتداءات العنصرية، وانها أرسلت تأشيرة لوالدته المقيمة في نيجيريا للمجيء الى لندن والاطمئنان الى ابنيها، خصوصاً "ان أخي كان يقارب الموت قبل ان تتحسن صحته الآن". واضاف ان الاعتداء دفعه الى أخذ قرار "بعدم البقاء في هذا البلد. سأكمل دراستي في لبنان".