مرة أخرى القائم. ومرة أخرى تعلن القوات الأميركية أن الهدف من العملية العسكرية تنظيف المدينة من"ارهابيي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي. وفيما اعتبرت الأطراف السنية عملية"الستار الفولاذي ارهاباً لاستبعاد المناطق السنية من الانتخابات"، واعتبرها زعيم عشيرة الكرابلة"ابادة جماعية". أعلن زعيم"المجلس الوطني"للحوار صالح المطلك ان الهجوم"سيؤدي الى خلل كبير في التوازنات السياسية". راجع ص 2 و3 و4 وفي هذا الاطار اتهم تنظيم"القاعدة"الجامعة العربية بخدمة المصالح الأميركية وعدم التحرك لوقف الهجمات على المناطق السنية. وتزامن الهجوم الأميركي على القائم، قرب الحدود السورية، مع وصول وفد الجامعة العربية السبت برئاسة الأمين العام المساعد أحمد بن حلي الى بغداد للإعداد ل"مؤتمر الوفاق"الذي يتوقع أن يعقد في القاهرة نهاية الشهر الجاري، وبينما صدرت بعض المؤشرات الى امكان حضور ممثلين لحزب البعث و"المقاومة الشريفة"هذا المؤتمر، جددت منظمة"بدر"الشيعية رفضها مصالحة هؤلاء، مهددة بمقاطعة أي اجتماع يحضرونه. كما هدد التيار الصدري بالمقاطعة أيضاً. "الستار الفولاذي" واصلت القوات الأميركية والعراقية عملية"الستار الفولاذي"في القائم، خصوصاً بلدة حصيبة ومحيطها قرب الحدود مع سورية حيث واجهت"مقاومة فاقت توقعاتها"، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وصواريخ مضادة للدروع. وأفادت شبكة"سي إن إن"أن عشرات المسلحين قتلوا في العملية التي يشارك فيها 2500 جندي أميركي وألف جندي عراقي، لافتة الى أن مقاتلين أطلقوا النار من داخل مسجد باتجاه قوات أميركية وعراقية خلال اشتباكات استمرت 20 دقيقة وسط المدينة. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن القوات الأميركية واجهت مقاومة"فاقت توقعاتها"ولم تتمكن من السيطرة إلا على بضعة أحياء في حصيبة، في حين كشف رئيس عشائر الكرابلة في القائم الشيخ أسامة الجدعان ل"الحياة"أن القصف الأميركي أدى الى مقتل 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال واصابة 50 آخرين. وندد المطلك بالعمليات العسكرية ووصفها بأنها"جزء من مخطط كشف عنه وزير الدفاع سعدون الدليمي". وقال في مؤتمر صحافي في بغداد ان القوات الأميركية تساندها قوات عراقية شنت"للمرة الرابعة وخلال شهرين... حملات القصف المدمر والمروع لمدن القائم وحصيبة والكرابلة والضلوعية بحجج متعددة وواهية ذهب خلالها المئات من النساء والأطفال الأبرياء". المبادرة العربية من جهة أخرى، وعلى المستوى السياسي أكد وكيل وزارة الخارجية العراقية سعد الحياني ل"الحياة"ان"المشاورات الجارية بين بن حلي وممثلي الكيانات السياسية ستتواصل خلال اليومين المقبلين للإعداد لمؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة". وأشار الى أن"مختلف الأطراف تدرس ورقة العمل التي أعدها الأمين العام للجامعة عمرو موسى". وفيما لا ترغب بعض الأطراف العراقية ان توجه ورقة عمل موسى"ادانة عائمة الى العنف ليشمل المقاومة، وتطالب بتحديد سقف زمني لجدولة انسحاب قوات الاحتلال، ترى الأحزاب المشاركة في الحكومة ان هذا الأمر مرهون بقرارها وتفضل التركيز على تعزيز العملية السياسية و"رفض اللجوء الى العمل المسلح تحت أي ذريعة". وتعرب أحزاب شيعية عن قلقها من احتمال مشاركة مفاجئة لشخصيات بعثية كانت رموزاً للنظام السابق في المؤتمر، خصوصاً في ضوء زيارة وزير الخارجية السابق في عهد نظام صدام حسين، ناجي صبري الحديثي للقاهرة أخيراً. وأكد الأمين العام لمنظمة"بدر"هادي العامري ان"حضور أي من الشخصيات العراقية التي تخالفنا الرأي مؤتمر القاهرة مقبول. أما دعوة رجالات النظام السابق والقوى السلفية التكفيرية، فسيضطرنا والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية الى الانسحاب من المؤتمر"، مؤكداً ل"الحياة"ان"بدر سترسل ممثلين عنها اذا استبعد البعثيون والسلفيون المتورطون في الارهاب طوال السنوات الماضية". وأعرب عبدالهادي الدراجي، الناطق باسم تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عن"قلق الشيعة من أن يتحول دور الجامعة العربية الى جسر مرور للبعثيين للعودة الى السلطة". وأضاف ان"التيار الصدري قدم ورقة عمل الى موسى لكنه لم يجب عليها، وهذا تطور قد ينسف مشاركتنا في مؤتمر القاهرة التحضيري". من جهته، يرى القيادي البعثي السابق عضو"المؤتمر التأسيسي"الذي يضم القوى المناهضة للاحتلال صلاح عمر العلي ان قيادة الحزب لن تتراجع عن ترشيح ممثليها الى المؤتمر اذا اتصلت بها الجامعة العربية"، مؤكداً ان موسى التقى وفداً من الحزب في القاهرة قبل مغادرته الى بغداد. وجاء في بيان لجماعة الزرقاوي يحمل توقيع أبو ميسرة العراقي ان"المبادرة العربية مشروع انقاذ للسيد الأميركي. وهذا ما دبرته رؤوس الكفر في البيت الاسود وأنظمة الردة في المنطقة".