أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى دى وصوله الى القاهرة صباح أمس قادماً من العراق انه"مطمئن"بعد المحادثات التي اجراها مع مختلف القوى العراقية ولكنه أكد ادراكه"الصعوبات"التي تعترض المبادرة العربية الرامية لعقد مؤتمر وفاق وطني عراقي. وحصل موسى، الذي قام الاحد بزيارة تاريخية الى كردستان العراق، على دعم الاكراد بعد الشيعة لاقتراحه عقد مؤتمر للوفاق الوطني. واكد موسى في تصريحات للصحافيين الذين كانوا يرافقونه على الطائرة ان درجة الاستجابة العراقية لمبادرة الجامعة العربية بشأن عقد مؤتمر الوفاق في العراق"كانت عالية". وقال انه"عاد من العراق مطمئناً من مجمل المناقشات والتجاوب مع المبادرة"لكنه في الوقت نفسه يدرك"صعوبات وتعقيدات الموقف واحتمالاته المختلفة". ووصف زيارته للعراق التي استمرت خمسة ايام بأنها كانت"طيبة وايجابية"مشيرا الى ان"الامر يتطلب المزيد من المشاورات مع العراقيين بمختلف مكوناتهم حول اقتراحات محددة تتعلق بالمواعيد والمشاركين في المؤتمر والاعداد له". وأوضح موسى ان الامين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية احمد بن حلي"سيقود وفداً من الجامعة الى العراق في غضون أسبوع للتفاهم على تفاصيل أخرى للمبادرة". واكد انه حصل على"تأييد زعماء القوى والاحزاب السياسية والمرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية وجميع أطياف الشعب العراقي الذين التقى بهم"على المبادرة. واضاف انه"سيقدم تقريرا الى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، رئيس القمة العربية، وسيجري اتصالات مع عدد من الزعماء العرب ويطلع أعضاء اللجنة المعنية بالعراق على نتائج الزيارة وتطورات الموقف من المبادرة العربية". وصرح موسى السبت بعد اجتماع في النجف مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني انه حصل على"مباركة ودعم"الاخير. واضاف"تحدثنا في البعد العربي للعراق ووحدته وكافة الامور السلبية الموجودة على الساحة العراقية وكيفية التوصل الى حلول". كما حصل موسى، الذي قام الاحد بزيارة تاريخية الى كردستان العراق، على دعم الاكراد لاقتراحه عقد مؤتمر للوفاق الوطني. كما التقى"هيئة علماء المسلمين"السنية التي اعلنت انها تشترط وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق للمشاركة في مؤتمر الوفاق. واجتمع موسى كذلك مع رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الذي اعلن انه لا يمانع في عقد مؤتمر الوفاق شرط الا يشارك فيه اي"ارهابيين"او مسؤولين سابقين من حزب البعث. ولكن الامين العام للجامعة لم يلتق اياً من ممثلي تيار مقتدى الصدر الذي اشترط لاتمام هذا اللقاء صدور تصريح عن موسى يدين فيه الاعمال الارهابية التي يقوم بها زعيم"القاعدة"في العراق ابو مصعب الزرقاوي وادانة نظام صدام حسين. وبعد سنتين من الغياب عن الملف العراقي، قررت اللجنة الوزارية العربية مطلع الشهر الحالي اثر انعقادها في جدة، ايفاد موسى سريعاً الى العراق، بهدف التحضير لمؤتمر"الوفاق الوطني"برعاية الجامعة العربية. وتأتي الزيارة في ظل تحذيرات اطلقتها دول عربية من مخاطر تقسيم العراق بين السنة والشيعة والاكراد.