شهدت مدينة حصيبة المتاخمة للحدود مع سورية، حيث تشن القوات الأميركية والعراقية عملية"الستار الفولاذي"، لليوم الثاني على التوالي، مقاومة بأسلحة خفيفة من منزل لآخر، أوقعت بحسب تقارير أميركية عشرات القتلى في صفوف المسلحين. وفيما أكدت مصادر محلية ل"الحياة"عدم وقوع أي مواجهة مباشرة حتى أول من أمس، بل اقتصرت العمليات العسكرية على القصف الجوي، أقر الجيش الأميركي في بيان بمواجهة"بعض المقاومة"في عمليته الهادفة الى تطهير هذه المنطقة من مسلحي تنظيم"القاعدة"، تمهيداً لانتخابات 15 كانون الأول ديسمبر. وجاء في بيان له أن"القوات تتحرك عبر المدينة حصيبة لبسط الأمن على طول الحدود"، لافتاً الى أن القوات العراقية والأميركية"واجهت مقاومة متفرقة في المدينة، معظمها باستخدام الأسلحة الخفيفة والعبوات المصنعة يدوياً، من المسلحين الذين ينتمون الى تنظيم القاعدة في العراق". وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن القوات الأميركية واجهت مقاومة"فاقت توقعاتها"ولم تتمكن من السيطرة الا على بضعة أحياء من حصيبة. وكانت القوات الأميركية أعلنت أن الهدف وراء العملية التي يشارك فيها 2500 جندي أميركي وألف جندي عراقي هو"استعادة الأمن على طول الحدود العراقية السورية وتدمير شبكة القاعدة الارهابية في العراق التي تعمل في الحصيبة"، وتطهير المنطقة التي تعتبر بوابة عبور لعناصر"القاعدة"الى العراق، من العناصر المسلحة قبل الانتخابات المقبلة. واستدعى الجيش مقاتلات شنت تسع غارات جوية على الأقل ضد"مواقع محصنة للعدو"، في حين شُنت غارة منفصلة على سيارة اشتبه بأنها"مفخخة". وأشار الجيش الى أن"مباني يحتلها مسلحون يطلقون النار على المارينز والجنود العراقيين، هي وحدها التي استهدفت". وزاد البيان العسكري الأميركي أن الكشافة العراقيين الذين وصفهم بأنهم"جنود جُندوا خصيصاً من منطقة القائم"، يرافقون الوحدات الأمامية"ويساعدون في التعرف على المواقع القوية للمتمردين ومناطق فيها قنابل مصنعة يدوياً". وأضاف أن القوات العراقية والأميركية"استقبلت حوالي 400 من السكان وقدمت لهم المأوى والطعام والأمن". وقال الناطق باسم قوات"التحالف"الجنرال دونالد اليستون خلال مؤتمر صحافي، إن هدف العملية هو الضغط على"أعضاء القاعدة"و"الصداميين"من خلال تقليل فرص حصولهم على أسلحة ودعم لوجستي من سورية، مؤكداً صعوبة ضبط الحدود. وأفاد أن قصف المباني والمنازل يتم بعد ورود معلومات مؤكدة من أرض المعركة عن وجود"الأعداء"فيها قبل قصفها، لافتاً إلى أن المجموعات المسلحة بدلت تكتيكاتها الهجومية بعد العمليات الأخيرة. الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية والشرطة مقتل عراقي واصابة ثلاثة اخرين بانفجار عبوة استهدفت دورية للقوات الأميركية غرب كركوك، فيما جرح مدنيان في سقوط قذيفة هاون داخل محيط"المنطقة الخضراء"المحصنة. وقال العقيد أحمد عبدالله من شرطة كركوك، إن"عراقياً قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون بانفجار عبوة استهدفت رتلاً للقوات الأميركية على طريق رئيسي في منطقة الرياض غرب المدينة". وأكد المصدر ذاته أن"القوات الاميركية اعتقلت المقدم علي الجبوري آمر فوج الجيش العراقي الحالي المتمركز في منطقة الحويجة"اثر تعرض قافلة للجيش الأميركي لهجوم بقذائف"هاون"وسط المدينة قبل يومين. وأفادت الشرطة أن"مدنيين عراقيين جُرحا نتيجة سقوط قذيفة هاون داخل المنطقة الخضراء"، مشيرة الى أنها"سقطت قرب أحد مداخل قصر المؤتمرات". وعثرت الشرطة العراقية على جثة عراقي في جنوب شرقي بغداد"تعود للمواطن حافظ مشعان فرحان 43 عاماً الذي يعمل في دائرة جمارك الوليد عند الحدود السورية العراقية واغتاله المسلحون بالرصاص"، بحسب مصدر فيها. وفي المحاويل، قُتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق قرب دوريتهم. وفي بلد، أفادت الشرطة أن شخصين قُتلا وخُطف آخر بأيدي مسلحين. ومن جهة أخرى، أعلن الجيش الأميركي وفاة معتقل عراقي يبلغ من العمر 65 عاماً أول من أمس في سجن بوكا في أقصى جنوبالعراق"لأسباب طبيعية". يذكر أن هناك حوالي عشرة آلاف وخمسائة معتقل في مراكز الاعتقال التابعة للقوات المتعددة الجنسية في أبو غريب وبوكا، بحسب احصاءات للجيش الأميركي. وفي كركوك، أعلن قيادي بارز في حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني إطلاق ثمانية معتقلين عرب من أهالي كركوك من أصل 80 معتقلاً سيفرج عنهم خلال أيام. وقال خضر حسن من حزب الاتحاد إن"عملية اطلاق هؤلاء السجناء جاءت بمبادرة من الرئيس طالباني تأكيداً على أهمية التعايش وإزالة الاحتقان بين القوميات العربية والكردية والتركمانية في المدينة ولتهيئة الأجواء أمام الانتخابات التشريعية المقبلة". وكان الجيش الأميركي أعلن الثلثاء الماضي الافراج عن 500 معتقل في سجن أبو غريب القريب من بغداد لمناسبة حلول عيد الفطر.