أوشكت الشرطة البريطانية على التعرف على هوية احد منفذي التفجيرات التي هزت العاصمة البريطانية الاسبوع الماضي واسفرت عن مقتل 52 شخصا على الاقل، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشتال تايمز» أمس الثلاثاء. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اوروبي يشارك في الجهود الدولية للعثور على منفذي التفجيرات انه تم احراز تقدم لتحديد هوية المسؤول عن التفجير الذي وقع في حافلة صباح الخميس. وصرح مسؤول للصحيفة «اعتقد اننا سنرى صور مشتبه به واحد او اكثر ستنشر خلال ايام».. ومن ناحية اخرى ذكرت صحيفة «ذي تايمز» ان اخصائيي الطب الشرعي يولون انتباها شديدا لجثتين تم العثور عليهما داخل حطام الحافلة لتحديد ما اذا كانت احداهما لمنفذ التفجير. وصرح مسؤول بارز في الشرطة للصحيفة «هناك جثتان علينا فحصهما بدقة متناهية لانه يبدو ان اصحابهما كانا يحملان القنبلة او يجلسان عليها». واضاف «ان احدى الجثتين قد تكون لمنفذ الانفجار». وتكهن بعض الخبراء بان قنبلة الحافلة انفجرت عن طريق الخطأ بينما كان منفذ الانفجار يحملها ربما لنقلها الى محطة قطارات اخرى. وذكر تقرير اخر نشرته صحيفة «ديلي ميرور» ان الشرطة وضعت حوالي 100 مشتبه به «يرجح» ان يكونوا ضالعين في التفجيرات تحت المراقبة. وذكر مصدر استخباراتي رفض الكشف عن هويته للصحيفة انه من بين هؤلاء بريطانيون معروف انهم تلقوا التدريب في معسكرات تشبه معسكرات ا(لقاعدة) في الخارج. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان «حوالي 100 شخص سيخضعون لعملية مراقبة شديدة». ومن ناحية اخرى افادت شبكة «ان بي سي» الاميركية الاثنين نقلا عن مصادر في الاستخبارات ان المحققين البريطانيين عثروا على بصمات على مواد التفجير التي استخدمت في تفجيرات لندن. وقالت الشبكة ان الشرطة تعتقد بان اربعة اشخاص على الاقل شاركوا في هذه الاعتداءات. وقالت مصادر في الاستخبارات البريطانية للاميركيين بان المحققين عثروا على بصمات على مواد التفجير لكنهم لا يعلمون ما اذا كانت لواضعي القنابل كما ذكرت «ان بي سي». ونقلت الشبكة عن مسؤولين في اجهزة تطبيق القانون قولهم ان منفذي التفجيرات تجمعوا في محطة كنغز كروس ثم تفرقوا لزرع العبوات الناسفة. وطبقا لصحيفة «ذي تايمز» فان شخصا واحدا قام بصنع القنابل عبر استخدام متفجرات يستخدمها الجيش هو على الارجح المسؤول عن تصنيع كافة القنابل التي استخدمت في الهجمات. ويعتقد المحققون ان القنابل صنعت من متفجرات عسكرية مهربة ربما كان مصدرها دول البلقان، حسب الصحيفة. ونقلت عن كريستوف شابو رئيس شرطة مكافحة الارهاب في فرنسا الذي يساعد في التحقيقات في هجمات لندن، قوله «يبدو ان طبيعة المتفجرات عسكرية وهو الامر المثير للقلق».. واكدت شرطة مدينة لندن السبت ان المتفجرات التي استخدمت في الهجمات هي على الارجح «غير مصنعة يدويا» الا انها قالت انه لم يعرف بعد ما اذا كانت مواد تجارية ام عسكرية اصلا. ونفذت شرطة مكافحة الارهاب في بريطانيا بدعم من خبراء المفرقعات تفجيرا تم التحكم فيه أمس الثلاثاء في أحد المنازل بليدز شمالي بريطانيا عقب ست مداهمات شنتها ترتبط بتفجيرات لندن الاخيرة. وقالت الشرطة إنه أجلت 500 مواطن من مجمع مباني يحتوي على دار للمسنين ومسجد. ونفذت الشرطة هذه الاجراءات في منطقة بيرلي، التي تمتزج فيها الثقافات المخلتفة بالقرب من جامعة المدينة. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن الشرطة استخدمت جهازا آليا في التفجير الذي تم التحكم فيه. وكان ضباط مكافحة الارهاب المسلحين يستعدون لتفتيش المبنى. وكان أيان بلير قائد شرطة لندن قد وصف حملة المداهمات التي شنتها الشرطة البريطانية في ساعة مبكرة صباح أمس الثلاثاء على خمسة منازل في مدينة ليدز بشمال البلاد بأنها «بالغة الاهمية» مشيرا إلى صلتها المباشرة بسلسلة الانفجارات التي استهدفت لندن يوم الخميس الماضي. وقال إيان بلير إنه لم تقع اعتقالات خلال العملية «التي قادتها الاستخبارات» ونفذتها فرق مكافحة الارهاب مضيفا أنه سيجري الكشف عن مزيد من التفاصيل في وقت لاحق. من جانبه، أكد السير ايان بلير رئيس شرطة العاصمة البريطانية امس الثلاثاء انه «من المرجح» ان تتعرض لندن لهجوم آخر. وصرح ايان بلير لاذاعة بي.بي.سي ان تعرض لندن «لهجوم آخر امر مرجح. ولا شك في ذلك». واضاف رئيس الشرطة بعد خمسة ايام من تعرض العاصمة البريطانية لتفجيرات الخميس الماضي«ولكن متى؟ لا احد يعلم»، معتبرا ان لندن ونيويورك، التي تعرضت لهجوم في11 ايلول «سبتمبر» 2001، «هدفان كبيران للارهابيين». واعرب ايان بلير، الذي لا تربطه صلة قرابة برئيس الوزراء، عن ثقته بانه سيتم الامساك بمنفذي التفجيرات. وقال «ان سجلاتنا تدل على انه من النادر جدا ان حصل عمل ارهابي في لندن ولم نمسك بالمسؤولين عنه». إلى ذلك، أكد متحدث باسم السفارة البولندية في لندن امس الثلاثاء أن 15 بولنديا فقدوا ويفترض مقتل ثلاثة منهم في أعقاب الانفجارات التي وقعت الاسبوع الماضي في العاصمة البريطانية التي قتل فيها ما لا يقل عن 52 شخصا. وقال المتحدث ألكساندر كروبوينسكي إن ثلاث سيدات يفترض مقتلهن وحددت اسماؤهن آنا براندت وكارولينا جلوك ومونيكا سوتشوكا. وقال لوكالة الانباء الالمانية «كان معروف عنهن أنهن يركبن وسائل النقل العامة للذهاب للعمل في موقع الانفجارات». وقال إن هناك 12 مازالوا مفقودين. وطلبت السفارة البولندية الاتصال العاجل من أي شخص لديه معلومات عن مكان أي من هؤلاء المفقودين. وفي وارسو قالت الشرطة البولندية ان شبكة قطارات الانفاق في العاصمة وارسو اخليت أمس الثلاثاء بعد التحذير من وجود قنبلة. واتصل مجهول هاتفياً محذراً من وجود قنبلة بعد أيام من التفجيرات لندن. وقال ماريوس سوكولفيسكي المتحدث باسم شرطة وارسو «اتصل شخص بخدمة الطوارئ في وارسو وقال ان هناك قنبلة في الانفاق. لا نستطيع التعامل مع أي تهديد بتهاون». وقطارات الانفاق في وارسو تسير في خط واحد يربط بين الضواحي الشمالية والجنوبية للمدينة. وصرح مسؤولون بأن خبراء المفرقعات يفتشون محطات خط الانفاق الست.