بعد 72 ساعة على التفجيرات التي استهدفت ثلاث حافلات مترو في اقل من دقيقة ثم باصاً في لندن، كان الخوف من وقوع اعتداء ارهابي جديد لا يزال يهيمن على بريطانيا وقد اجلت الشرطة خلال الليل عشرين الف شخص من برمنغهام على إثر انذار جديد بوجود قنبلة. واخليت بعض احياء برمنغهام ثاني مدن بريطانيا بوسط انكلترا ليل السبت الاحد بعد ان تبلغت الشرطة المحلية بوجود «تهديد خطير وجدير بالمصداقية». وشددت شرطة منطقة ميدلاندز على ان هذا الانذار «غير مرتبط على الارجح باعتداءات الخميس في لندن» التي اوقعت اكثر من خمسين قتيلا ونحو 700 جريح، الا انها لم تتردد في تنفيذ عملية الاخلاء على نطاق واسع معتبرة انها تشكل ردا «متناسبا» مع الخطر. وفككت اجهزة ازالة الالغام اربع رزم مشبوهة واوضحت شرطة وست ميدلاندز صباح أمس انها «لم تكن ذات طبيعة ارهابية» رافضة توضيح نوعية التهديد. واعيد فجر أمس فتح جميع الاحياء التي اغلقت خلال الليل. ويندرج الانذار في برمنغهام ضمن سلسلة من الانذارات التي وردت منذ الخميس وادت الى اخلاء عدد من المحطات والقطارات والمباني. ولا يزال مئات المحققين يشاركون منذ ثلاثة ايام في البحث عن منفذي هذه الاعتداءات التي تبنتها حركات قريبة من تنظيم القاعدة غير ان الشرطة البريطانية ( سكوتلاندريارد) لا تزال غامضة جداً بشأن سير التحقيق. ولم يعلن رسميا عن اي عملية اعتقال حتى الآن غير ان الصحافة البريطانية تورد شائعات كثيرة حول ناشطين اسلاميين مزعومين من اصل مغربي وسوري. وبعد ان اوردت صحف عدة اسم البريطاني المغربي الاصل محمد الغربوزي على انه فار نفى أمس ان يكون مطلوبا من السلطات في تصريح بثته محطة الجزيرة الفضائية القطرية. ورفض متحدث باسم سكوتلاندريارد ردا على اسئلة وكالة فرانس برس في لندن ان يؤكد وجود طلب تسليم بخصوص الغربوزي قائلا ان «كل اشارة في الصحافة بخصوص هذا الشخص لا تشكل في الوقت الراهن سوى تكهنات». كذلك اوردت الصحف البريطانية الصادرة أمس في صفحاتها الاولى اسم ناشط اسلامي آخر سوري الجنسية يدعى مصطفى ست مريم نصار وافادت صنداي تايمز انه من منظمي اعتداءات مدريد ويشتبه بانه اسس «خلايا نائمة» للقاعدة في بريطانيا غير ان اي رد فعل رسمي لم يصدر عن سكتلنديارد بشأنه. وكتبت صحيفة صنداي تلغراف ان نصار البالغ من العمر 47 عاما هو «احد المشتبه بهم الكثيرين» المطلوبين من الشرطة ومن جهاز الاستخبارات الداخلية «ام اي 5». وفي مواقع الاعتداءات كانت فرق الانقاذ تواصل أمس عملياتها في ظروف صعبة جدا وبدرجات حرارة قدرت ب60 درجة مئوية. وان كانت جثث الضحايا ال 13 في الباص الذي انفجر في تافيستوك بلايس قرب المتحف البريطاني نقلت الى مشرحة مؤقتة في موقع عسكري لم يكشف عنه، فان جثث ضحايا حافلات المترو الثلاث لا تزال في موقع الانفجارات داخل وحدات مبردة. ويبدو ان جثث القتلى في انفجاري ليفربول ستريت وادجوير رود انتشلت من هياكل العربات لكن السلطات البريطانية وشرطة المواصلات لم تحدد عدد الجثث التي لا تزال عالقة في العربة التي انفجرت ما بين كينغز كروس وراسل سكوير فيما تقدر وسائل الاعلام العدد بعشرين جثة. وافاد المحققون في آخر معلومات ذكروها انه لم يتم التعرف رسميا الى اي من جثث الضحايا الخمسين تقريبا (49 مؤكدة). وكان 65 جريحا لا يزالون في المستشفيات صباح الاحد بحسب آخر حصيلة.