قال مراقبون ان السلطات الجزائرية تواجه على ما يبدو متاعب في تطبيع الأوضاع في منطقة القبائل بعد عودة الاحتقان السياسي إلى هذه المنطقة، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في شأن ترسيم اللهجة الأمازيغية لغة رسمية ثانية في البلاد. وانتهت ليل الأربعاء - الخميس المهلة الرسمية لإيداع ملفات المرشحين للانتخابات البلدية والولائية في منطقة القبائل. لكن وزارة الداخلية في العاصمة أعلنت تمديد مهلة استكمال ملفات الترشح لأسبوع كامل تنتهي الأربعاء المقبل بعدما لاحظت ان ملفات غالبية المرشحين، بما في ذلك قوى المعارضة، تفتقد الوثائق الضرورية التي يمكن في ضوئها اعتماد أو رفض هذه الملفات في القوائم الرسمية للمرشحين. وسجّلت مديرية التنظيم والشؤون القانونية في ولاية تيزي وزو 100 كلم شرق وولاية بجاية 300 كلم شرق ترشح ممثلين عن أبرز قوى المعارضة في المنطقة وهما حزب جبهة القوى الاشتراكية بزعامة السيد حسين آيت أحمد الموجود في المنفى الاختياري في سويسرا، وحزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بقيادة الدكتور سعيد سعدي، إضافة الى بعض القوائم المستقلة التي تضم ناشطين في حركة العروش البربرية. وترشح بعض هؤلاء أيضاً في قوائم حزب التجمع الوطني الديموقراطي الذي يرأسه السيد أحمد أويحيى، رئيس الحكومة. ويشارك في هذه الانتخابات ممثلون عن جبهة التحرير الوطني والحزب الإسلامي حركة مجتمع السلم حمس وحزب العمال. وكانت السلطات الجزائرية قررت في تموز يوليو الماضي حل المجالس المنتخبة المحلية البلدية والولائية في أربع ولايات تمثل منطقة القبائل وهي تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس، في إطار تنفيذ مطالب حركة العروش البربرية بحل المجالس المنتخبة"غير الشرعية"بهدف وضع حد للفوضى التي كانت تعم المنطقة بعد أحداث"الربيع الأسود"عام 2001. وكان حزب جبهة القوى الاشتراكية يحوز على الغالبية في المجالس المحلية على مستوى البلديات والولايات، ويرفض قرار السلطات حل المجالس المنتخبة على أساس أن ذلك يهدف في النهاية إلى تمكين ناشطي حركة العروش من قيادة المجالس البلدية في هذه المنطقة. ويتوقع مسؤولون في منطقة القبائل أن تساهم الاستحقاقات الجزئية المقررة في نهاية الشهر المقبل في إعادة تطبيع الأوضاع في المنطقة"مع احتدام الصراع بين مرشحي الحزبين التقليديين في المنطقة جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية". وعاشت منطقة القبائل أوضاعاً صعبة منذ تفجر"الربيع الأسود"في نيسان ابريل 2001 بعد مقتل الشاب ماسينيسا قرماح في مركز تابع للدرك. وخلّفت أعمال العنف التي تواصلت لما يزيد على عامين 124 قتيلاً وما يزيد على 5000 جريح غالبيتهم من الشباب الذين خرجوا في تظاهرات غاضبة.