قتل شخصان وجرح 18 آخرون بانفجارين في سوق شعبي في ولاية البليدة في الجزائر. وفيما لا تزال منطقة القبائل تعيش حال توتر شديد من جراء المواجهات أول من أمس بين قوات الأمن ومتظاهرين من البربر، يتجه حزب جبهة القوى الاشتراكية بزعامة السيد حسين آيت أحمد إلى مقاطعة الانتخابات الاشتراعية المقررة في نهاية أيار مايو المقبل، مما يعني أن منطقة القبائل، حيث النفوذ الأساسي للحزب، لن تشترك في الاستحقاق الذي يقاطعه أيضاً الحزب البربري الآخر التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية، إضافة إلى الجناح المتشدد في العروش البربرية. أفادت مصادر قريبة من جبهة القوى الاشتراكية أن الحزب الذي يتزعمه السيد حسين آيت أحمد قرر مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة في 30 أيار مايو المقبل. وقال مصدر من الحزب ل"الحياة": "إن الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة القبائل لا تساعد على تنظيم هذه الاستحقاقات. واجتمع أعضاء المجلس الوطني أمس في العاصمة. وكان مقرراً أن يصدر، مساء، بيان رسمي باسم القيادة يعلن مقاطعة الانتخابات بسبب تردي الوضع في منطقة القبائل، والذي ازداد تدهوراً مع لجوء الحكومة إلى تبني خيار القوة لوقف العصيان المدني فيها. وعاشت منطقة القبائل، أمس، أصعب الأيام التي تمر بها منذ بدء المواجهات بين المتظاهرين البربر وقوات مكافحة الشغب. وشهد وسط مدينة تيزي وزو شللاً كاملاً. وتقلصت حركة المرور، بعد يوم كامل من المواجهات العنيفة، هي الأوسع منذ مقتل الشاب ماسينيسا قرماح في 18 نيسان ابريل 2001. وشيع سكان فريحة أمس جنازة أحد الشباب الذين لقوا حتفهم في المواجهات مع قوات الأمن. وأمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عين الحمام في تيزي وزو مساء الخميس، اجراء تشريح طبي وفتح تحقيق قضائي اثر وفاة الشاب لعمارة محمد اوحسين. وأكد مصدر رسمي أن معظم المصابين في المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشعب. وعددهم 38، غادروا المركز الاستشفائي الجامعي ندير محمد في تيزي وزو بعد تلقيهم العلاج. إلى ذلك، شكل عدد من المحامين هيئة للدفاع عن نشطاء تنظيمات العروش البربرية الذين اعتقلتهم قوات الأمن. وأوضحت الهيئة أن خمسة من ممثلي التنسيقية البلدية لولاية بجاية يواجهون 18 اتهاماً، منها "انشاء منظمة غير قانونية"، مما يعني نزع الشرعية عن تنسيقات العروش. على الصعيد الأمني، اهتز السوق الشعبي لبلدية سيدي عيش في ولاية البليدة، صباح أمس، على وقع دوي قنبلتين شديدتي المفعول. وأفاد مصدر رسمي ان الانفجارين خلفا، بحسب حصيلة أولية، قتيلين و18 جريحاً، بينهم خمسة في حال خطرة للغاية. وأوضح ان الاعتداء وقع عندما انفجرت القنبلة الأولى التي كانت مزروعة تحت التراب داخل السوق التي يكتظ بالمواطنين صباح كل يوم الجمعة. وأدى الانفجار إلى وقوع عدد كبير من الجرحى وحال من الهلع والرعب. وبعد خمس دقائق، وفي الوقت الذي كانت فرق الانقاذ تعمل على انقاذ الضحايا، انفجرت القنبلة الثانية التي وضعت في مكان قريب، مما أدى إلى اصابات. وطوقت فرق الشرطة المكان وبدأت تحقيقاً لمعرفة طبيعة القنبلة ونوعية المتفجر المستعمل وتحديد هوية الفاعلين. وكشف محند إسعد الرئيس السابق للجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في أحداث منطقة القبائل وجود مبادرة "وساطة" غير رسمية يقوم بها عدد من الشخصيات لبلورة مسعى من شأنه وضع حد للمواجهات العنيفة في المنطقة. وأوضح اسعد، في حديث نقله موقع "الجزائر إنترفاس" أن المبادرة "يجب أن تكون غير رسمية، والهدف هو جمع كل الأشخاص الذين يشعرون بان المشكلة في منطقة القبائل هي مشكلة الأمة. اننا قلقون ونريد المساهمة في تسوية هذه المشكلة". وذكر ان نحو خمسين شخصية من المجتمع المدني ستقوم بهذه المبادرة، اذ "ليس هناك العروش والسلطة فقط، هناك المجتمع المدني. وهو مسؤول وله صدقية ويمكنه أن يلعب دورا أساسيا".