أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أمس، أن إسلام آباد ستبحث تسليم الناطق باسم"طالبان"عبد اللطيف حكيمي إلى أفغانستان إذا قدمت الحكومة الأفغانية طلباً رسمياً لذلك. واعتقلت قوات الأمن الباكستانية حكيمي في إقليم بلوشستان في جنوب غربي البلاد قبل أيام. وقال مسؤول في الاستخبارات انه اعتقل مع خمسة آخرين يشتبه في انهم من أعضاء"طالبان"لدى دهم منزل على مشارف كويتا عاصمة الإقليم. وصودر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية وهاتفان محمولان وجهاز فاكس. وقال الرئيس الأفغاني حميد كارزاي لمحطة"أل سي أل"الفرنسية أثناء زيارته لباريس أول من أمس، إن بلاده ستسعى إلى تسلم حكيمي الذي قال كارزاي انه مسؤول عن العديد من الفظائع في أفغانستان. وأكدت تاسنيم إسلام الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية:"شاهدنا تقارير في الصحف، لكننا لم نتلق رسمياً طلباً من أفغانستان بتسليم حكيمي. عندما نتسلم الطلب سنبحثه." وقال مسؤولو استخبارات باكستانيون انهم يستجوبون حكيمي عن صلته بكبار زعماء طالبان وتنظيم وهيكل الحركة ومعرفة الكيفية التي كان يعمل بها في باكستان. وكان حكيمي يصدر من وقت إلى آخر بيانات من قائد"طالبان"الملا محمد عمر الذي اعتاد حكيمي أن يقول انه في أفغانستان يشرف على الجهاد ضد القوات الأجنبية. والملا عمر مختبئ منذ أن أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة حكومته في أواخر عام 2001 لرفضها تسليم أسامة بن لادن المتهم بتدبير اعتداءات 11 أيلول سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وسبق أن أعلن حكيمي أن لا فكرة لديه عن مكان بن لادن. الأطلسي في غضون ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر في كابول أمس، أن الحلف سيرفع عديد قواته في أفغانستان من عشرة آلاف جندي إلى 15 ألفاً. وقال إن توسيع مهمة القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن إيساف التي تعمل بقيادة الحلف منذ آب أغسطس 2003، لتشمل جنوب البلاد"سيؤدي حتماً إلى إرسال آلاف الجنود الإضافيين". وقال عقب محادثات مع الرئيس الأفغاني:"لا يمكن أن احدد الأرقام، لكن يمكن القول إن العدد سيفوق العشرة آلاف ليصل إلى 15 ألف عنصر". وأجرى الأمين العام للحلف وسفراء الدول الأعضاء محادثات في أفغانستان لوضع اللمسات الأخيرة على خطة توسيع مهمة القوة، وسط معلومات عن قلق بعض الدول الأعضاء في الحلف من بينها فرنسا وألمانيا، إزاء مهمة القوة الدولية. وخلافاً للقوات التي يقودها الأميركيون، لا يشارك جنود"إيساف"في عمليات مكافحة حركة التمرد. اشتباكات على صعيد آخر، أصيب ستة من رجال الشرطة الباكستانيين في اشتباك بين مؤيدين سياسيين متنافسين، إذ أدلى آلاف من أعضاء المجالس البلدية المنتخبين حديثاً بأصواتهم لاختيار رؤساء مجالس أقوياء. والانتخابات المحلية غير حزبية، لكن الفصائل السياسية تنافست فيها بحماسة في محاولة لتعزيز قواعد قوتها قبل الانتخابات العامة في عام 2007. وسينتخب البرلمان الوطني والمجالس الإقليمية الأربعة التي تنتخب في عام 2007 الرئيس المقبل لباكستان في وقت لاحق من العام ذاته. ويدير رؤساء مجالس المناطق والاحياء أموال التنمية في مناطقهم ويمكن أن يتمتعوا بنفوذ سياسي ومالي للعب دور رئيسي في الانتخابات العامة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز مرشحون يدعمهم تحالف حاكم مؤيد لمشرف في انتخابات مجالس المناطق بعد فوزهم بغالبية مقاعد المجالس في أول مرحلتين.