للجدارة عنوان في كرة القدم، اسمه منتخب البرازيل. من هذه البوابة الواسعة عبر منتخب"السامبا"ليل أول من أمس إلى لقب جديد وثالث خلال ثلاث سنوات. البرازيل بطلة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وبطلة كوبا أميركا 2004 في بيرو، توجت في ملعب فالد شتاديون في فرانكفورت بطلة لكأس القارات 2005 بعد فوزها السهل على الأرجنتين 4-1 البرازيليون قدموا كل شيء في عالم كرة القدم، ولو طاوعتهم الكرة لسجلوا عشرة أهداف في شباك منافسهم التقليدي في المباراة النهائية الممتعة التي شهدها أكثر من 24 ألف متفرج. منتخب البرازيل لم ينتظر طويلاً ليفرض بصمته على المباراة، وأكد للجميع أنه فارس اللقاءات النهائية، وأنه لا ينظر إلى الماضي ولا يهتم بخسارته 1 -3 في بوينس أيرس أمام الأرجنتين في تصفيات كأس العالم 2006 قبل 3 أسابيع فقط، وأنه لا يهتم بغياب نجومه البارزين عالمياً رونالدو وروبرتو كارلوس وكافو. البرازيليون تركوا الكرة في الدقائق العشر الأولى لمنافسهم ورتبوا صفوفهم في الدفاع، ومع أول هجمة منظمة كان الهدف الأول من تسديدة هائلة للقدم اليسرى الخبيرة لقاطرة الهجوم أدريانو بعدما تخلص باقتدار من رقابة كولوتشيني في الدقيقة 11، ولم يتمكن الحارس الأرجنتيني جيرمان لوكس من رد الكرة على رغم أنها كانت قريبة منه بسبب قوتها الزائدة، وضاعت من المنتخب السماوي والأبيض فرصة التعادل بعد ثوان من هدف البرازيل عندما ارتبك المدافعون والحارس في إبعاد كرة طائشة ولم يحسن فيغيرو اقتناص الفرصة، وعاقبه البرازيلي كاكا في الدقيقة 61 بهدف ثان من كرة لا يحرز منها إلا لاعب عالمي، وتسلم كاكا الكرة على مسافة 52 ياردة من دون رقابة وفي لمح البصر خلق المساحة وسدد الكرة باقتدار أسطوري في أبعد مكان من المرمى. الهدفان أخرجا لاعبي الأرجنتين عن تركيزهم، وعجز خوان ريكيلمي عن ضبط إيقاع الفريق في ظل الضغط العنيف من البرازيلي إيمرسون، وحاول خوان سورين خداع الحكم السلوفاكي ميشيل لوبوس بإلقاء نفسه في منطقة الجزاء وكان عقابه إنذاراً. وتوالت المخالفات العنيفة والمقصودة من لاعبي الأرجنتين، كولوتشيني ونال إنذاراً مع رونالدينهو ثم كامبيساو وسورين وكولوتشيني مجدداً، ووجد الحكم حرجاً بالغاً في التعامل مع تلك المخالفات على رغم وضوحها وكانت تستوجب طرد سورين وكولوتشيني غير مرة. تعمد لاعبو البرازيل السيطرة على الكرة وإبعاد الخطورة من مرماهم في تنظيم دفاعي محكم، وتألق الظهير الأيمن سيسينهو وهو مفاجأة الدورة الأولى في نقل الهجوم بسرعته ووعيه الخططي الهائل، ونجح البرازيليون في امتصاص حماسة منافسيهم حتى نهاية الشوط. ومن الثواني الأولى في الشوط الثاني بادر نجوم"السامبا"إلى الهجوم وحسمها رونالدينهو في الدقيقة 74 بهدف ثالث من كرة عرضية لسيسينهو، وأسكنها كابتن البرازيل المرمى من بين قدمي الحارس المسكين. وتوالى هجوم"السامبا"المكثف بحثاً عن مزيد من الأهداف في ظل انهيار أرجنتيني كامل. وكشف الرباعي المرعب روبينهو ورونالدينهو وكاكا وأدريانو عن منجم من المهارات الفنية الفردية العالية التي يتمناها أي مدرب ويعجز أي فريق عن مواجهتها، وتعرض أدريانو للعنف من خافيير زانيتي في منطقة الجزاء واكتفى الحكم بركلة ركنية، ووقف الحظ مع فيغيرو عندما حول الكرة نحو مرماه فوق العارضة مباشرة، وتدخل الحارس لوكس لإنقاذ تسديدتين متتاليتين من كاكا وأدريانو وثالثة من ركلة حرة من رونالدينهو، ولم يجد المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان حلاً لوقف المد البرازيلي سوى بالتغيير وبدأ بإشراك إيمار بدلاً من كامبياسو، وكاد يثمر إيجاباً مع فرصة ثمينة أهدرها فيغيرو، وفي الدقيقة 36 انتهت المباراة عملياً مع هدف رابع للبرازيل صنعه النجم الأول سيسينهو من كرة عرضية بالغة الدقة على رأس أدريانو الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى، وهو هدفه الخامس الذي توجه منفرداً هدافاً للبطولة. رد المنتخب الأرجنتيني بهدف عاجل بعد دقيقتين برأس البديل إيمار، وهو آخر أهداف الدورة وأسدل الستار على عملية هز الشباك، وبعده تصدت العارضة لهدف بديع من روبينهو وسبق المدافع هاينزي منافسه لوسيو إلى الكرة ولكنه كاد يسجل بالخطأ في مرماه ولم يلمح الحكم الواقعة وأشار إلى ركلة مرمى. وحرص الحارس البرازيلي ديدا في مشاركته الخامسة على التوالي في كأس القارات على إثبات وجوده، وتصدى لثلاث تسديدات متتالية من زانيتي وسورين وكارلوس تيفيز، وشهد ثلث الساعة الأخير من المباراة خمسة تغييرات كان أغربها استبدال النجم سيسينهو ببديله مايكون الذي أهدر فرصة سهلة. ومال البرازيليون في النهاية إلى الاستعراض والتمريرات الدقيقة سواء الضيقة أو عبر الملعب لإرهاق منافسيهم عصبياً، وأخيراً انطلقت صافرة الحكم لوبوس لتعلن نهاية المباراة البديعة بفوز عريض وغير متوقع للبرازيل، وأعقبها موجة من الرقص ودق الدفوف بين لاعبي"السامبا"الذين كشفوا عن مواهب جديدة مع كرة القدم. وفي دقائق قليلة جهزت منصة التتويج ونزل إلى أرض الملعب رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة تشوك بليزر، والقيصر الألماني فرانز بيكنباور لتسليم الجوائز والميداليات، وبدأوا بطاقم الحكام ثم الفائزين بالحذاء البرونزي الأسترالي جون الويزي والحذاء الفضي للألماني مايكل بالاك، والحذاء الذهبي للبرازيلي أدريانو، والفائزين بالكرة البرونزية لرونالدينهو والفضية لريكيلمي والذهبية لأدريانو. وتسلم لاعبو الأرجنتين الميداليات الفضية وأعقبهم لاعبو البرازيل وتسلموا الميداليات الذهبية، وأخيراً رفع كابتن البرازيل رونالدينهو كأس البطولة عالياً وسط أمواج من الأوراق الذهبية التي أغرقت اللاعبين السعداء بانتصارهم التاريخي. واستمتع عشاق الكرة العالمية واللاتينية بأقوى مباريات الموسم في الختام كما استمتع قبل شهر عشاق الكرة الأوروبية بمباراة ليفربول الإنكليزي وميلان الإيطالي في نهائي دوري الأبطال في ختام الموسم الأوروبي. سجل المباراة - الملعب: فالدشتاديون في فرانكفورت. - عدد الجماهير: 19554 متفرجاً. - المتنافسان: البرازيلوالأرجنتين 4-1. - الأهداف: أدريانو 11 و36 وكاكا 61 ورونالدينهو 74 للبرازيل وبابلو إيمار 56 للارجنتين. - الإنذارات: كولوتشيني 82 وسورين 53 وكامبياسو 24 وإيمار 37 للإرجنتين ورونالدينهو 82 للبرازيل. - الحكام: طاقم سلوفاكي بقيادة لوبوس ميشيل ومعه رومان سليسكو ومارتين بالكو، والحكم الرابع الجامايكي برندرغاست. - مثل البرازيل: ديدا - سيسينهو مايكون 68 ولوسيو وروكي جونيور وغيلبرتو - زي روبرتو وإيمرسون وكاكا ريناتو 68 ورونالدينهو - أدريانو وروبينهو جونينهو 09 والمدرب كارلوس باريرا. ومثل الأرجنتين: لوكس - زانيتي وكولوتشيني وهاينزي وبلاسينتي - ريكيلمي وكامبياسو بابلو إيمار 65 وبرناردي وسورين - فيغيرو تيفيز 27 وديلغادو غاليتي 18، والمدرب خوسيه بيكرمان.