أطل التعادل على كأس القارات لكرة القدم بعدما غاب عن المباريات التسع الأولى، ومنح التعادل الفرصة للمكسيك والبرازيل لتحقيق هدفيهما عبر الحد الأدنى المطلوب. منتخب المكسيك تعادل سلباً مع اليونان وحقق صدارة المجموعة وينتظر نظيره الارجنتيني الأحد المقبل في نصف النهائي، والبرازيليون تعادلوا 2 - 2 مع اليابان واستفادوا من التفوق في فارق الأهداف وقنصوا بطاقة التأهل للقاء ألمانيا مساء السبت في نصف النهائي أيضاً، وحفلت المباراتان بعدد ضخم من الفرص الضائعة والانقاذات الجيدة والأهداف الملغاة. وأكدت مباريات الدور الأول حقيقة مهمة وهي التفوق الفني الواضح لمنتخبات أميركا الجنوبية والوسطى بعد صعود كل منتخباتها المشاركة إلى نصف النهائي، البرازيل بطل العالم وكوبا أميركا، والأرجنتين وصيف كوبا أميركا، والمكسيك بطل كأس أميركا الشمالية والوسطى مع ألمانيا الدولة المنظمة ووصيف كأس العالم. أقيمت المباراتان أول من أمس في توقيت واحد لضمان عدم تأثير إحداهما على الأخرى، على رغم أن النتيجة كانت معروفة سلفاً بصعود المكسيك المؤكد وخروج اليونان الحتمي، وانحصر الصراع فقط بين البرازيلواليابان في لقائهما. ملعب كولون اكتظ بأنصار السامبا بأعلامهم وملابسهم الزاهية وهتافاتهم الموسيقية، ولم يفاجأ أحد بالتغييرات الكثيرة التي أدخلها المدرب كارلوس باريرا على تشكيلة المنتخب على رغم أهمية المباراة، وأعطى الفرصة لأربعة لاعبين دفعة واحدة، وهم الحارس ماركوس وليو وخوان وغيلبرتو ميلغا على حساب ديدا وروكي جونيور وايمرسون وغيلبرتو، وتمسك باريرا بوجود الرباعي الرهيب في الهجوم من كابتن الفريق رونالدينهو وكاكا وروبينهو وادريانو. وشهدت الدقيقة الثالثة من المباراة خطأ تحكيمياً فادحاً من المساعد الذي أشار بتسلل غير صحيح ضد الياباني أكيرا كاجي، واضطر الحكم التونسي مراد الدعمي إلى إلغاء الهدف المبكر. شعر البرازيليون بالخطر ودخلوا سريعاً في أجواء المباراة وأهدر كاكا وادريانو فرصة مشتركة، وجاء الهدف الأول من هجمة ثنائية قادها رونالدينهو الذي انطلق بالكرة لمسافة 40 متراً وأهدى روبينهو كرة حريرية ولم يتوان الثاني في التسجيل بعد 10 دقائق. وضاعت من البرازيل فرصة التعزيز عندما رد القائم تسديدة كاكا وبعدها تدخل الحارس الياباني الكفء كاواغوتشي لحرمان رونالدينهو من التسجيل، وعلى عكس سير اللعب تفوق أبطال آسيا على مدار دقيقتين وردت العارضة هدفاً من رأس يانا غيساوا قبل أن يطلق ناكامورا تسديدة أشبه بالرصاصة السريعة في شباك الحارس ماركوس بعد 72 دقيقة، ولم يهنأ اليابانيون بالتعادل أكثر من خمس دقائق وعاد الثنائي روبينهو ورونالدينهو للتدخل، ورد الأول الهدية إلى الثاني هذه المرة وسجل رونالدينهو هدفاً ثانياً. حاول المدرب البرازيلي لليابان زيكو تدارك الموقف بإجراء تغييرين في الشوط الثاني، وأشرك اوغورو وكومي ناكاتا بدلاً من تامادا واوغاساوارا، ونجح اوغورا بسرعته في إزعاج الدفاع البرازيلي ووجدت كرته العرضية ناكامورا الذي سبق الحارس ماركوس وحول الكرة نحو المرمى لتجد المدافع اليقظ سيسبنهو ليبعدها من على خط المرمى. شعر البرازيليون مجدداً بالخطر واندفعوا إلى الهجوم بجماعية وفاعلية، ولم يتأثروا بالتغييرات الاستعراضية التي ادخلها باريرا بإخراج زي روبرتو وكاكا وادريانو وإشراك ايدو وريناتو وباتيستا، وضاعت 6 فرص متتالية للبرازيليين من سيسبنهو وخوان ولوسيو وباتيستا وروبينهو، وتأكد الجميع أن البرازيل فائزة لا محالة ولكن أبطال آسيا قدموا درساً في عدم الاستسلام، وظلوا داخل أجواء المباراة ولاحت لهم ركلة حرة نفذها ناكامورا في الدقيقة 88، ووقف القائم معانداً للنجم الياباني وحرمه من الهدف الثاني، ولكن السريع أوغورو كان الأول في الاندفاع نحو الكرة المرتدة وأعادها إلى الشباك محققاً التعادل لليابان. وعاش البرازيليون دقائق عصيبة في مواجهة اندفاع ياباني شرس لإحراز الفوز ومعها بطاقة التأهل، وكاد يتحقق لهم ذلك عندما خطف أوغوروا كرة عرضية في الوقت بدل الضائع ولكن الحارس ماركوس حرمه من إحراز هدف الفوز للمرة الثانية على التوالي، وهو الذي سجل الفوز لليابان على اليونان. الكفاءة للدفاع: ملعب فالدشتاديون في فرانكفورت كان مسرحاً لمباراة منتخبين بين الأفضل عالمياً في الاساليب الدفاعية، المكسيك متصدر المجموعة الثانية ضد اليونان بطل أوروبا والتي عجزت عن إحراز أي نقطة أو أي هدف في مباراتيها ضد البرازيلواليابان، ودخل المكسيكيون المباراة بجروح مقصودة وليست إجبارية، وهي غياب اللاعبين سالفادور كارمونا وارون غاليندو اللذين أعادهما الجهاز الفني إلى المكسيك لأسباب سلوكية لم يعلن عنها، وثارت الإشاعات حول تورطهما في فضيحة تعاطي منشطات ولكن الفيفا أنكر ذلك تماماً وبرأ ساحة اللاعبين. ومنح المدرب ريكاردو لافولبي الراحة لنجميه الأساسيين بورغيتي وزينها، ووضح أن اليونانيين يسعون لحفظ ماء الوجه وتقديم مباراة قوية أمام جمهورهم الكبير الذي نال الغالبية في المدرجات، واشترك النجم كابسيس للمرة الأولى بعد تمام شفائه وتفوق الأوروبيون منذ البداية ولاحت لهم سلسلة من الفرص للتسجيل، ابرزها كرة مزدوجة من فريزاس تصدت لها العارضة والقائم معاً في المحاولة الأولى، ثم الحارس المكسيكي المبدع سانشيز في الثانية خلال نصف دقيقة، ولم يدخل المكسيكيون الى المباراة إلا في منتصف الشوط الأول وتدخل الحارس اليوناني نيكوبوليدس لانقاذ كرة تواردو، ونال المدافع الشهير رافاييل ماركيز فرصة المشاركة الأولى مع المكسيك قبل ربع ساعة من النهاية، وبعد سلسلة طويلة اهتزت الشباك مرتين في دقيقة واحدة، ولكن الحارس كارلوس اماريا كان موجوداً في المرتين لإلغاء هدف المكسيكي ميدينا بداعي التسلل، وهدف اليوناني غوماس بداعي مخالفة ضده، وفي الدقيقة الأخيرة من اللقاء تأكد الجميع أن خاريستاس أحرز هدف اليونان الأول في البطولة إلا أن سانشيز قدم درساً جديداً في الكفاءة وانقذ هدفًا لا يصد وانتهى اللقاء بالتعادل.