كشف نائب رئيس الوزراء الفلسطيني نبيل شعث ل"الحياة"ان احدى المشكلات التي تعترض اللقاء المزمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون تكمن في الاتفاق على"مكان"عقد اللقاء والذي تصر اسرائيل ان يكون في القدس بينما يطالب ابو مازن بعقدها في القاهرة او رام الله وبالتوازي مع محاولات اسرائيل الميدانية لفرض سيطرتها على القدس، من خلال هدم نحو مئة منزل في بلدة سلوان المشرفة على الحرم القدسي واحاطة القدس بجزء من الجدار الفاصل يسمى غلاف القدس اضافة الى اجراءات اخرى لعزل المدينة عن بقية الضفة الغربية، بدا ان حكومة شارون تسعى الى توظيف اللقاء المزمع بين شارون وعباس لانتزاع اعتراف"سياسي"من السلطة الفلسطينية بهذه السيطرة. في غضون ذلك، توقعت مصادر اميركية مسؤولة ان تتركز محادثات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم مع الرئيس الاميركي جورج بوش حول عدد من الملفات الشرق اوسطية وسط قلق متزايد من"احتمال تدهور الوضع على اكثر من جبهة"في المنطقة ما لم تتخذ خطوات سريعة وحاسمة لإحتواء الوضع. وقال مسؤول بارز في البيت الابيض ل"الحياة"إن واشنطنولندن تتابعان عن كثب تطورات الوضع في العراق في ضوء تصاعد العمليات التي تستهدف تقويض الحكومة العراقية، فيما يتفاعل الملف اللبناني - السوري في سياق الانتخابات النيابية، وبروز مؤشرات الى ان الوضع في الاراضي الفلسطينية قد يشهد تطورات"مقلقة". واوضح ان قرار واشنطن تعديل موقفها من تنظيم"حماس"في الاراضي الفلسطينية و"حزب الله"في لبنان"يعكس رغبة في تشجيع مشاركة كل القوى السياسية في لبنان والاراضي الفلسطينية في العملية الديموقراطية، بشرط عدم استخدامها السلاح لتحقيق اهداف سياسية". واشار الى ان رئيس الوزراء البريطاني أكد لواشنطن ان لندن وشركائها في الاتحاد الاوروبي نجحوا في اقناع حماس بالتخلي عن العنف في مقابل الاعتراف بها كتنظيم سياسي مشروع بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، فيما تتواصل المشاورات لضمان انخراط حزب الله في العملية السياسية. واشار الى ان اقناع كل من"حماس"والفصائل الفلسطينية المتشددة بالتخلي عن السلاح"يتطلب تعاوناً اسرائيلياً"من خلال الالتزام بتطبيق خريطة الطريق لتسوية نهائية، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا بعد حسم المسائل المتعلقة بملكيتها. واكد المسؤول الاميركي ان المحادثات الاميركية - البريطانية ستتناول سبل دعم حكومة الرئيس عباس وضمان عدم تقويض سلطته من جانب الفصائل المتشددة. واعتبر ان الرئيس الاميركي يتمسك بالمواقف التي اعلنها خلال لقاءه الصحافي المشترك مع الرئيس الفلسطيني في ما يخص ضرورة الالتزام بخريطة الطريق وصولا الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحقيق تسوية نهائية. وكانت مصادر في وزارة الخارجية ابلغت"الحياة"قلقها ازاء انقسام المعارضة اللبنانية في سياق الحملة الانتخابية، وبخاصة في ضوء التحالفات التي ابرمها العماد ميشال عون اثر عودته الى لبنان من المنفى، فضلا عن مخاوف من احتمال عودة مسلسل الاغتيالات السياسية الى بيروت في ضوء تصفية الكاتب والصحافي في صحيفة"النهار"سمير قصير. وقال إنه من السابق لأوانه توجيه اية اتهامات لأطراف محددة بالمسؤولية عن تدهور الاجواء الامنية،"رغم ان المسؤولية الاولى يفترض ان تقع على عاتق السلطات اللبنانية الحالية". وامتنع المصدر الاميركي عن التعليق على مطالبة المعارضة اللبنانية بإستقالة الرئيس اميل لحود بحجة انه مسؤول عن تدهور الاوضاع الامنية في البلاد منذ حادثة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. شعث: القاهرة أو رام الله وكان نائب رئيس الوزراء الفلسطيني نبيل شعث قال ل"الحياة"ان مكان عقد اللقاء لا يزال يشكل احدى النقاط الخلافية التي يجري النقاش بشأنها للتحضير للاجتماع. وأوضح شعث ان الجانب الاسرائيلي يريد ان يتم اللقاء في القدس. بينما عرض الرئيس"ابو مازن"ان يجري في القاهرة أو رام الله. وقال شعث انه"في اي حال من الاحوال لا يشكل مكان انعقاد الاجتماع في اي مكان تخلي الجانب الفلسطيني عن اي شبر من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 وفي مقدمة ذلك القدس". وكان معظم اللقاءات السابقة التي جمعت بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والمسؤولين الاسرائيليين تعقد في"مقر الضيافة"الفلسطيني على مدخل قطاع غزة. والتقى ابومازن نفسه رئيس الوزراء الاسرائيلي بصفته رئيساً للوزراء في القدس الغربية.