اكد الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة أمس الجمعة ان الوضع الأمني في منطقة دارفور المضطربة غرب السودان لا يزال"غير مقبول"ويجب تحسينه عن طريق نشر مزيد من قوات حفظ السلام الافريقية. واتفق نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك ومفوض الأمن في المنطقة سعيد جينيت اللذان يزوران المنطقة التي تمزقها الحرب، على ان زيادة المساعدات الانسانية وحدها لن تكفي لإحلال الاستقرار في المنطقة. وصرح المسؤولان الى الصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك انه يتعين ايجاد حل سياسي للأزمة. وقال جينيت الذي وصل الى دارفور الخميس للتمهيد لزيادة عدد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي من 2700 شخص الى 7700 شخص بحلول ايلول سبتمبر المقبل، ان"الوضع يتحسن في المناطق التي تنتشر فيها قوات الاتحاد الافريقي". وبدوره اشاد زوليك بالاتحاد الافريقي لنشره قوات في المنطقة الا انه اكد على انه يجب القيام بالمزيد لاستعادة الاستقرار. وقال:"يجب زيادة فرق الشرطة بسرعة كبيرة"، مؤكداً ان تطبيق اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين في كانون الثاني يناير الماضي، يُعتبر أمراً مهماً بالنسبة الى دارفور. واضاف:"لا يكفي تقديم الدعم الانساني والطعام"لدارفور"ويجب ان ندفع العملية السياسية الى الامام. ويجب ان تسير دارفور واتفاق الشمال والجنوب يداً بيد". ومن المقرر ان ينهي زوليك جولته بعد ذلك بزيارة الخرطوم لاجراء محادثاث مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه والمبعوث الخاص للأمم المتحدة يان برونك. وكان ما بين 180 و300 الف شخص قتلوا كما شرد 2.4 مليون بسبب النزاع في دارفور والذي بدأ في مطلع عام 2003. ويرغب الاتحاد الافريقي في الحصول على اكثر من 460 مليون دولار نقداً وكذلك على معدات عسكرية ودعم لوجستي لزيادة قواته المشاركة في عمليات مراقبة وقف النار. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان زيارة زوليك هي"لتقويم الوضع الانساني والأمني وإظهار الدعم لبعثة الاتحاد الافريقي". وقال زوليك قبل الزيارة انه حض الرئيس السوداني عمر البشير على وقف العنف والاغتصاب في دارفور حيث تقول الاممالمتحدة ان حوالي 3.5 مليون يحتاجون الآن الى معونات غذائية. وقال زوليك الخميس بعد أول محادثات مباشرة يجريها مع الرئيس السوداني في العاصمة الرواندية كيغالي:"الرسالة الأساسية التي أوضحتها ... هي أن عيون العالم موجهة الى دارفور ولهذا فإن علينا ان نحاول وقف عمليات الاغتصاب والعنف". وبالاضافة الى البشير أجرى زوليك محادثات في شأن دارفور مع زعماء نيجيريا ورواندا وزامبيا وأوغندا. ووافقت الدول الثلاث الأولى بالاضافة الى السنغال على ارسال قوات الى دارفور في اطار توسيع قوة سلام للاتحاد الافريقي هناك. وقال الرئيس جورج بوش الاربعاء انه قلق في شأن الابادة الجماعية في دارفور، وهو استخدام نادر لكلمة يتجنبها آخرون يشاركون في محاولة انهاء الصراع. لكن بوش لم يعرض أي دور يتجاوز المساعدات الأميركية الحالية بالمؤن والامدادات. وفي كيغالي قال زوليك الذي يقوم بثاني زيارة الى دارفور خلال ستة أسابيع انه أكد للحكومة السودانية أنه يتعين عليها أن تكبح الميليشيات المسؤولة عن الفظائع والقتل في دارفور. وأضاف:"ما أكدته في اجتماعاتي اليوم هو السعي الى وقف هجمات الميليشيات خصوصاً الاعتداءات على النساء التي اثارت غضباً في ارجاء العالم وعدم ترهيب عمال المنظمات غير الحكومية". واعتقل السودان في وقت سابق من هذا الأسبوع موظفين يعملان في الفرع الهولندي لمنظمة اطباء بلا حدود التي نشرت تقريراً في اذار مارس يتناول بالتفصيل نحو 500 حالة اغتصاب في دارفور على مدى أربعة شهور ونصف شهر. ووجه اليهما الاتهام بالتجسس ونشر تقارير زائفة وتقويض المجتمع السوداني، ثم افرج عنهما بكفالة وأبلغا بألا يغادرا الخرطوم. وفي جنيف، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ان أكثر من نصف سكان دارفور يحتاجون الى معونات غذائية حيث تنضم عائلات ريفية لطوابير اللاجئين للحصول على طعام. وقال هولدبروك آرثر المدير الاقليمي لشرق افريقيا ووسطها في برنامج الغذاء العالمي في مؤتمر صحافي:"نتحدث عن 3.5 مليون شخص من بينهم سكان محليون فقدوا أو يفقدون بشكل مؤثر سبل عيشهم بسبب انعدام الامن". وأضاف:"كثير من الناس معرضون للجوع". وقال آرثر ان البرنامج سيوجه نداء في الاسبوع المقبل لجمع 96 مليون دولار اضافية لتوفير 84 ألف طن من الغذاء بالاضافة الى ندائه الأصلي لتوفير 484 ألف طن. ويزيد برنامج الغذاء العالمي باطراد عدد المحتاجين لمساعدات فيما يستمر الصراع بين المتمردين الذين حملوا السلاح ضد الحكومة في شباط فبراير عام 2003 والميليشيات العربية المحلية المتهمة بحرق وقتل واغتصاب مدنيين. ويتهم المتمردون السلطات بتسليح الميليشيات لكن الحكومة تنفي هذا الاتهام.