اجتمع نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك أمس الجمعة مع زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق في اطار سعيه الى تكثيف الجهود الديبلوماسية لتعزيز السلام في جنوب السودان. وهبطت طائرة زوليك، الرجل الثاني في الخارجية الاميركية، على مدرج مترب للطائرات في بلدة رومبيك معقل الحركة الشعبية وكان في استقباله المئات وفرقة موسيقية. وبدأ فوراً محادثات مع قرنق الذي وقع في كانون الثاني يناير الماضي اتفاق سلام مع الحكومة السودانية لانهاء عقدين من الحرب في جنوب البلاد. وقال زوليك بعد اللقاء ان قرنق قدّم في المحادثات"رسالة أساسية هي البنية التحتية - الأمور الضرورية لبناء المنطقة". وذكرت وكالة أسوشيتد برس ان قرنق طلب من الموفد الأميركي مساعدات أميركية عاجلة - و30 مليون دولار - لبدء عملية اعادة بناء الجنوب الذي دمرته الحرب. وقال قرنق انه يريد مساعدة لبناء الطرقات والمدارس ومراكز الاتصالات وتحديث القوات العسكرية في الجنوب. وقال زوليك ومسؤولون اميركيون اخرون ان الولاياتالمتحدة سترسل وفداً من البنتاغون ووزارة الخارجية الى رومبك لتقويم حاجات الحركة الشعبية. واضافوا ان الولاياتالمتحدة ستقدم مساعدات بقيمة 20 مليون دولار لتحديث قوات قرنق. ويهدف زوليك الى حض قرنق على تسريع اتفاق السلام كما فعل الخميس حين التقى بالمسؤولين في الحكومة السودانية. وبموجب اتفاق سلام الجنوب الذي ابرم في كانون الثاني تشكل الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"حكومة ائتلافية وتعملان على تفكيك مركزية السلطة وتقتسمان عائدات النفط وتشكلان وحدات عسكرية مشتركة. لكن تنفيذ الاتفاق تخلّف عن الجدول الزمني، ويضغط زوليك على القادة السودانيين لتسريع خطى التنفيذ. وزار زوليك أمس ايضاً دارفور في اطار سعيه الى وضع حد للمجاعة والصراع المسلح الذي يهدد الملايين في الاقليم الواقع في غرب البلاد. وكان التقى الخميس مع زعماء منظمات مدنية في دارفور اعطوا صورة أليمة عن الموقف في الإقليم. وقال محمود مصطفى المكي وهو مسؤول قبلي رفيع""دارفور كلها معسكر سجن بسبب عدم توافر الأمن وانتشار المجاعة". وقال ماديبو ادم ماديبو، مسؤول الشؤون الخارجية في"حزب الأمة"أكبر الأحزاب السياسية السودانية، ان السلطات في وسعها كبح جماح الميليشيات التي تقف وراء الانتهاكات والقتل في دارفور لكنها"لا تريد". ومن المقرر ان يكون زوليك تفقّد أمس معسكر ابو شوك قرب بلدة الفاشر بعد ان يستمع الى تقارير منظمات غير حكومية تعمل في دارفور. وحين زار كولن باول، وزير الخارجية الاميركي السابق، المعسكر العام الماضي كان عدد المقيمين فيه يقدر بنحو 40 الفاً وتضاعف العدد الآن. وقال نائب وزيرة الخارجية الاميركية أول من أمس ان السودان ربما لا يكون لديه سيطرة تامة على الميليشيات المسؤولة عن الفظائع التي وقعت في دارفور لكن يتعين عليه ان يفعل المزيد لوقف العنف هناك. وقال زوليك للصحافيين بعد محادثات مع مسؤولين سودانيين كبار""هناك نزاعات قبلية وميليشيات ربما تكون خارجة عن سيطرة أي فرد لكنني اعتقد ان الصيغة الاساسية هنا هي ان الحكومة يجب ان تقوم بكل ما يمكنها من جهد لوقف الميليشيات وبالتأكيد الا تقوم هي بأي اعمال عنف من جانبها". واضاف قائلاً:"اذا كانت الحكومة لا تشعر ان بوسعها التصرف فينبغي ان يكون في امكاننا مساندة الاتحاد الافريقي كي يكون بوسعه ان يتصرف". وطالب زوليك بزيادة حجم قوات الاتحاد الافريقي من 2000 الى 7500، وهو يسعى الى اقناع حلف شمال الاطلسي او بعض الدول الاعضاء فيه بالمساهمة في خدمات اساسية مثل النقل. اصابة ديبلوماسي تشادي على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس ان ديبلوماسياً تشادياً أصيب عندما فتح مسلحون مجهولون النار على سيارته في دارفور. وقال بيان للخارجية ان القنصل التشادي العام كان في طريقه عائداً الى الجنينة في ولاية غرب دارفور من منطقة ادري التشادية الحدودية مساء الخميس عندما فتح مجهولون النار على سيارته داخل الأراضي السودانية". وامتنع ديبلوماسي تشادي عن تحديد هوية المصاب لكنه قال ان جروحه خطيرة. واتهمت تشاد السودان الأسبوع الماضي بتسليح ميليشات على حدودها لزعزعة الاستقرار فيها.