حسناً فعلت صحيفة صن البريطانية حينما نشرت صوراً للطاغية صدام حسين وهو شبه عار داخل زنزانته، وذلك كي يدرك العالم أجمع حقيقة هذا الطاغية المستبد على انه مجرد بشر وليس رجلاً استثنائياً ولا إلهاً يعبد. وأيضاً للتخلص من أسطورته الوهم الى الابد. يحاول البعض بخبث الربط ما بين كرامة المقاومة العراقية والطاغية صدام باعتبار ان صور صدام شبه العارية التي نشرت المقصود بها اذلال واهانة المقاومة في العراق. هذا بهتان وتضليل وزور، فما علاقة كرامة المقاومة بالطاغية صدام، فهل المقاومة العراقية الأبية البطلة تقاتل من اجل حرية هذا المجرم الديكتاتور ام من اجل حرية وسيادة وكرامة واستقلال شعب العراق الأغر الأبي؟ ولماذا يحتد البعض ويغضب تباكياً على رجل شرير ظالم جرد شعبه من حريته وكامل حقوقه المدنية والانسانية ونكل به وبطش؟! أين كانت غيرة وحمية هؤلاء البعض، أدعياء القومية وحقوق الانسان عندما كان الطاغية المستبد صدام يدوس بجزمته العسكرية النتنة كرامة وعنفوان شعب العراق العزيز المصون. ان المضطهدين والمظلومين والمثكولين الذين نكل بهم صدام الطاغية ونظام حكمه المستبد ليتطلعوا بحرارة وشوق الى اليوم الذي سيرون فيه صدام ليس وهو شبه عار، لا يرتدي سوى سرواله الابيض الداخلي لا بل هو يتدلى من على حبل مشنقة العدالة لا يستر جسده سوى كفنه الابيض. ان مهنة المحاماة الشريفة لتأبى على المحامي الاردني زياد الخصاونة وغيره من المحامين العرب ان يتصدوا للدفاع عن هكذا ديكتاتور ظالم، وهو نموذج لانظمة الظلم والقهر والفساد والاستبداد التي تعاني منها شعوبنا العربية المغلوبة على امرها. لماذا لا يكرس المحامي زياد الخصاونة ومعاونوه جل جهدهم ونشاطهم الدؤوب للدفاع عن كرامة وحقوق اخوتهم الفلسطينيين المضطهدين والمغتصبة حقوقهم من العدو الصهيوني المحتل لفلسطين العربية الجارة المحاذية للأردن الشقيق بدلاً من الدفاع المستميت عن طاغية ظالم مستبد قد لوثت يداه بدماء العراقيين الابرياء الذين أبادهم من دون رحمة بالغازات الكيماوية السامة وبغيرها من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية. وهل نسى الخصاونة القومي العربي ايضاً غزو صدام للكويت؟ البلد العربي المسلم الذي لم يسلم من أذاه وشره وجرائمه التي ارتكبها بحق مواطنيه المسالمين الشرفاء. عجباً لأمر هذا الخصاونة الذي يدعي العروبة والاسلام وينشد العدالة والحقيقة. فمتى كانت العروبة والاسلام الانساني السمح الى جانب الطاغوت والظلم والاستبداد والفساد؟ فمنذ بزوغ فجر الدعوة الاسلامية الانسانية السمحاء، قارع صناديد الاسلام الأشاوس الميامين طواغيت الظلم والفساد والاستبداد والقهر، شرقاً وغرباً، وذلك نصرة للمستضعفين والمظلومين والمقهورين من اجل حياة حرة كريمة شريفة وعزيزة. صور - خورشيد اسطنبولي