صعدت المعارضة السودانية لهجتها تجاه الحكومة واتفاقها مع"الحركة الشعبية لتحرير السودان"و"التجمع الوطني الديموقراطي"، وهاجم زعيم حزب"الأمة"السيد الصادق المهدي التحالف الجديد بين الطرفين، وانتقد الأمين العام ل"الحزب الشيوعي"السيد محمد ابراهيم نقد الذي دشن نشاط حزبه بعد 16 عاماً،"اتفاق القاهرة"، مؤكداً ان حزبه الذي يعتبر ثاني أكبر أحزاب"التجمع"لن يشارك في الحكومة المقبلة. ويتأهب"المؤتمر الشعبي"للافراج عن زعيمه الدكتور حسن الترابي المتوقع غداً. ووجه نقد في أول ندوة ينظمها حزبه منذ وصول الرئيس عمر البشير الى السلطة في 1989 وحضرها عشرات الآلاف، نقداً حاداً الى"اتفاق القاهرة"الذي وقعه"التجمع"المعارض مع الحكومة، ووصف الاتفاق بأنه ضعيف لأنه أغفل مبدأ المحاسبة وأوضاع حقوق الانسان، مؤكداً ان حزبه لن يشارك في الحكومة الانتقالية حتى لو شارك فيها"التجمع"، مشيراً الى ان حزبه وافق على الاتفاق لإقراره الحريات والتحول الديموقراطي. وأشار الى ان الحزب الشيوعي سيعلن موقفه تجاه الاتفاق خلال اجتماع هيئة قيادة"التجمع"اليوم في اسمرا. ورأى ان محادثات أبوجا بين الحكومة ومتمردي دارفور التي يرعاها الاتحاد الافريقي لن تحل أزمة الاقليم، ودعا الى مؤتمر قومي لمعالجة الأزمة. وطالب الحكومة بتطبيق اتفاق السلام في الجنوب بحذافيره حتى تخرج قوات حفظ السلام الدولية بعد ست سنوات ولا يطول بقاؤها. وأكد تمسك حزبه بالماركسية، وقال ان لديه القدرة على تجاوز الاشكالات الفكرية بعد فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي. كما تحدث زعيم حزب"الأمة"المعارض الصادق المهدي في ندوة حاشدة نظمها حزبه في شمال الخرطوم ورأى ان الاتفاق الثنائي بين الحكومة و"الحركة الشعبية"لن يحقق سلاماً شاملاً وتحولاً ديموقراطياً حقيقياً. وطالب الطرفين بالاستماع الى الآخرين وحل أزمتي دارفور وشرق البلاد، مؤكداً ان حزبه سيتصدى للحكم"الثنائي"المقبل بين الرئيس عمر البشير وزعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق. وانتقد المهدي الدستور الانتقالي، وقال انه صيغ بطريقة متعجلة ومن وراء الشعب وفصّل على طرفي اتفاق السلام. ودعا"الحركة الشعبية"الى الانتقال من الاحادية الى القومية بدلاً من السعي الى سلطة ثنائية مع الحزب الحاكم حالياً. لكن"التجمع الديموقراطي"دافع عن اتفاقه مع الحكومة في القاهرة، وأعلن نائب رئيس"الحزب الاتحادي الديموقراطي"السيد علي محمود حسنين في مؤتمر صحافي أمس انه يرفض وصف الاتفاق بأنه"صفقة"بين الخرطوم وحزبه، مؤكداً ان رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني فاوض ووقع الاتفاق باسم"التجمع"وليس حزبه. ورد على انتقادات زعيم"الحزب الشيوعي"محمد ابراهيم نقد وقال ان الحزب الشيوعي شارك في اتفاق القاهرة بقياديين وطالبه بتحمل مسؤولياته، مشيراً الى ان"التجمع"غير حريص على المشاركة في السلطة. في غضون ذلك، هددت الخرطوم برد عسكري على اريتريا ما لم تكف عن دعم عمليات متمردي الشرق ودارفور على مواقع داخل الحدود السودانية، واتهمتها بمواصلة دعم المتمردين عسكرياً وتدريبهم. وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان اسمرا تسعى الى اجهاض محادثات ابوجا في شأن دارفور ونسف اتفاق القاهرة بين الحكومة والتجمع. وعززت الحكومة وجودها العسكري على حدودها المتاخمة لاريتريا. وقال حاكم ولاية كسلا الفريق فاروق حسن محمد نور ان السلطات دفعت بقوة كبيرة لرد هجوم محتمل من المتمردين على انابيب النفط وطريق ميناء بورتسودان - الخرطوم، واتهم اريتريا بتدريب المتمردين على المتفجرات وتزويدهم أسلحة. وفي اسمرا الحياة، حملت اريتريا بشدة على السودان. وذكر بيان لوزارة الخارجية ان"الاتهامات السودانية ضد اريتريا تهدف الى أحد أمرين: اما اجهاض عملية السلام فى السودان بمجملها وإما اشعال نيران مشاكل جديدة في المنطقة".