تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بتعزيز الاتفاق الذي توصلت اليه حكومته مع"الحركة الشعبية لتحرير السودان"لإحلال السلام في جنوب البلاد بمواصلة المحادثات مع"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض ومتمردي دارفور وشرق السودان، لكن هؤلاء أعلنوا عدم التزامهم باتفاق نيافاشا وأكدوا"استمرار الحرب"، في حين جددت المعارضة الشمالية دعوتها الى تحويل الاتفاق الثنائي الى اتفاق قومي عبر مؤتمر دستوري. ودعا البشير الذي كان يتحدث أمام البرلمان لمناسبة الذكرى التاسعة والاربعين للاستقلال، أجهزة حكومته الى رفع الظلم وازالة الضرر وتحقيق العدل والعمل بشفافية من أجل إرساء دعائم السلام وبسط حرية التعبير. وجدد البشير في مؤتمر صحافي مع رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي أنهى أمس زيارة الى الخرطوم، التزامه بحل أزمة دارفور من أجل استكمال السلام في البلاد موضحاً ان حومته ستدخل في مفاوضات حاسمة مع متمردي دارفور في أبوجا لتسوية القضايا السياسية، مشيراً الى أن الطرفين سيشاركان في المؤتمر الذي يرعاه الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس السبت المقبل لمعالجة القضايا الاجتماعية التي أفرزتها الحرب في دارفور. ورأى مبيكي الذي تحدث في المؤتمر الصحافي ان اتفاق السلام في جنوب البلاد سيوفر حلاً شاملاً لأزمة دارفور، وقال انه لمس رغبة أهل دارفور في السلام خلال زيارته الى الفاشر كبرى مدن الاقليم أول من أمس. وطوقت تظاهرة فرح من موظفي الدولة أمس مقر مجلس الوزراء الذي كان يناقش في الاتفاق، وردد المتظاهرون هتافات تدعو الى الوحدة الوطنية، واعتبروا الاتفاق انجازاً سياسياً للحكومة. وقال النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه الذي خاطب المتظاهرين ان معركة البندقية والرصاص والمدفع انتهت وبدأت معركة البناء والإعمار والتنمية، مؤكداً ان حكومته و"الحركة الشعبية"اتفاقا على كل القضايا وأن توقيع اتفاق السلام النهائي الأحد المقبل في نيروبي سيكون حفلاً لإعلان الاتفاق وإشهاره. لكن أحزاب المعارضة الرئيسية التي رحبت بالاتفاق لوقفه الحرب التي استمرت أكثر من 21 عاماً، وصفته بأنه ثنائي ولن تكون ملزمة به ما لم يتحول الى اتفاق قومي عبر مؤتمر دستوري تشارك فيه كل القوى السياسية. وقال رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي في حفل نظم في منزل الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري لمناسبة مرور 49 عاماً على استقلال البلاد ان الاتفاق من دون مشاركة من القوى السياسية سيصبح ملزماً للطرفين الموقعين عليه. وانتقد اغفال الاتفاق قضايا مهمة مثل الثقافة والمياه وطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين. إلا أن رئيس"التجمع الوطني"محمد عثمان الميرغني اعتبر ان"اتفاق نيافاشا سيفتح الطريق لنجاح مفاوضات القاهرة بين التجمع والخرطوم ومفاوضات أبوجا لحل أزمة دارفور". داعياً الى"اجماع وطني يتيح التوصل الى حل سياسي شامل. في هذا الوقت، أكد متمردو دارفور وشرق السودان عدم التزامهم باتفاق نيافاشا، محذرين من"حزب تستمر ربع قرن"، في وقت دعا فيه زعيم المعارضة في الخارج الى"تحكيم العقل والحكمة واعتماد الحوار والتفاوض"لحل الأزمة. وقابلت الفصائل المسلحة السودانية اتفاق الخرطوم وقرنق بتحفظ وحذر بعدما قدمت التهنئة الى حلفائها في"الحركة الشعبية"لما حققته من"انتصارات للشعب السوداني في الجنوب ومناطق النيل الأزرق وابيي وجبال النوبة". وأصدرت"حركة تحرير السودان"أكبر الفصائل المسلحة في اقليم دارفور المضطرب بياناً قالت فيه ان"اتفاق الخرطوم وقرنق يصب في اتجاه تفكيك المشروع الحضاري ودولة الجلابة المحترئة".