قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان بريطانيا تتوقع من ايران «ان تحترم التزاماتها» مؤكدا ان الاسرة الدولية ستكون حازمة مع الرئيس الايراني الجديد محمود احمدي نجاد. واضاف بلير في مؤتمره الصحافي الشهري في مقر مجلس الوزراء في لندن ان الرئيس الايراني الجديد «يرتكب خطأ كبيرا اذا اعتقد اننا سنكون متهاونين (في الموضوع النووي) لاننا لن نكون متهاونين». وتابع «ان الناس يراقبون عن كثب ما سيجري مع الرئيس الايراني الجديد». وقال رئيس الحكومة العمالي اخيرا «اننا بحاجة الى شريك يتمتع بارادة طيبة» مشددا على ان الاسرة الدولية «سبق لها ان حاولت ايجاد حل للمازق الحالي بشأن القدرات النووية» الايرانية. من ناحيتها أعلنت فرنسا امس انها مستعدة لمواصلة «الحوار» مع السلطات الايرانية مؤكدة انها «ستبقى متيقظة» بشأن الملف النووي الايراني وحقوق الانسان. وصرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان باريس تعتبر ان «الشعب الايراني اختار وانتخب محمود احمدي نجاد رئيسا للجمهورية بغالبية كبيرة». واضاف ان «فرنسا تؤكد استعدادها بالتشاور مع الشركاء الاوروبيين على مواصلة الحوار الصعب مع السلطات الايرانية». واوضح «ستبقى متيقظة حول المواضيع المثيرة للقلق التي يعرفها محاورونا الايرانيون خصوصا الملف النووي وحقوق الانسان». وبخصوص ملف حقوق الانسان «قالت السلطات الفرنسية باسف انه في الوقت الذي دعي الايرانيون الى اختيار رئيسهم اتخذت بعض التدابير التي تؤثر على حرية التعبير».واضاف ان «فرنسا تدعو السلطات الايرانيةالجديدة الى اتخاذ مبادرات ايجابية في هذا المضمار».واوضح ان باريس «تعتزم احترام التعهدات التي قطعتها في اطار علاقاتها مع ايران» و«تأمل في ان تحذو السلطات الايرانيةالجديدة حذوها مع الحرص على التحلي بحس المسؤولية والعمل من اجل ارساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط». وعلق وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي السبت على انتخاب المحافظ محمود احمدي نجاد رئيسا لايران داعيا ايران الى مواصلة العمل ل «تعليق» نشاطاتها النووية. من جانبه أكد الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس انه لا يرى «اي سبب» يدعو الاوروبيين الى «تغيير» سياستهم حيال ايران بعد انتخاب الرئيس الجديد نجاد. واوضح ان الاتحاد الاوروبي ما زال يعتزم ان يعرض على ايران نهاية تموز «يوليو» مجموعة من المقترحات لتحريك الحوار بين الجانبين حول الملف النووي ومواضيع اخرى. ونهاية «ايار» مايو وعد الاوروبيون في ختام الجولة الاخيرة من المفاوضات مع طهران بطرح مثل هذه المقترحات للبحث الشهر المقبل. وصرح سولانا للصحافيين في بروكسل «ليس لدينا اي سبب للتغيير في هذه المرحلة». واضاف «في الوقت الراهن انني في وضع ترقب. اريد ان انتظر وارى تحركات (الرئيس الايراني الجديد)». وفي ذات السياق، دعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر الى مواصلة المفاوضات مع ايران في الملف النووي بعد فوز نجاد في الانتخابات الرئاسية الايرانية. وراى شرودر الذي كان يتحدث الى الصحافيين في الطائرة التي اقلته من برلين الى واشنطن لقاء الرئيس جورج بوش ان على الاوروبيين ان يبينوا بوضوح انهم لا يرفضون حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية مع المطالبة «بضمانات ملموسة» في الا تسعى طهران الى حيازة سلاح نووي. وحول مسألة العقوبات المحتملة التي قد تفرض على ايران في نهاية المطاف راى المستشار الالماني انه يجب التنبه الى «الا تلحق بنا نحن اضرارا اكثر مما تلحق بايران» في اشارة الى اسعار النفط. واوضح شرودر انه «يحترم» نتائج الاقتراع في ايران. مشيرا الى ان اي مخالفات يجري الحديث عنها في الانتخابات الايرانية يجب ان يبت بشانها في ايران نفسها. إلى ذلك، أعلن التلفزيون الوطني الايراني امس الاثنين ان مفتشين اثنين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودان حاليا في ايران في اطار مراقبة النشاطات النووية في الجمهورية الاسلامية. ولم يشر التلفزيون الى المواقع التي سيتفقدها المفتشان مكتفيا بالقول ان «وصولهما وعمليات التفتيش التي سيقومان بها تندرج في اطار العمليات التقليدية في المواقع المقررة». وكان مفتشون من الوكالة الدولية زاروا في 8 و9 حزيران «يونيو» مركزا تحت الارض لتخصيب اليورانيوم في ناتنز (وسط) وذلك وسط التجاذبات القائمة بين ايران والغربيين.