قال وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربي احمد توفيق أمس الخميس ان الكثير من الائمة في العالم الإسلامي والغرب يحتاجون الى تدريب عاجل في ما يتعلق بالموضوعات الحديثة كي يلحقوا بركب العالم المتغير حولهم. وقال توفيق ان نقص المعرفة الحديثة بين الائمة وهو قضية حددتها حكومات أوروبية كخطر أمني بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 وتفجير قطارات مدريد في العام الماضي، مشكلة يجب على الدول الاسلامية ايضاً ان تواجهها. وكان توفيق يحضر مؤتمراً عن الإسلام في هولندا حيث دفع قيام اسلامي مشتبه به بقتل ثيو فان غوغ، وهو منتج افلام ومنتقد للاسلام، الحكومة الى دعم دورات تدريبية لمساعدة الائمة على الاندماج في المجتمع الهولندي الليبرالي. وتبحث فرنسا والمانيا وبلجيكا ايضاً في وسائل تعزيز اندماج سريع للائمة وهي على قناعة بحقيقة ان كثيراً منهم لا يفهم اللغة المحلية وان المجتمع يجعلهم معزولين. وقال توفيق ان المغرب وهو موطن مسلمين كثيرين يعيشون الآن في اسبانياوفرنساوهولندا، بدأ برنامجه الخاص لتحسين مستويات تعليم أئمته. وقال توفيق ل"رويترز":"قمنا بكل انواع التعديل الهيكلي لكننا نسينا ان نفعل في المجال الديني... ندرك الآن ان هناك ضرورة بل حاجة ماسة للقيام بذلك". وقال ان المغرب لديه ائمة على مستويات مختلفة من التعليم"لم يتطور تفكيرهم الديني بما يتماشى مع التغييرات الكثيرة التي نراها في واقعنا الاجتماعي الاقتصادي". وجرت العادة في الدول الاسلامية على ان يركز تعليم الائمة على دراسة القرآن والحديث والفقه الاسلامي. أما موضوعات مثل الرياضيات والتاريخ والقانون وعلم الاجتماع فنادراً ما تتضمنها المناهج. وقال توفيق ان برنامج الرباط يقبل المرشحين للعمل كأئمة من الذين لديهم خلفية في علم الاجتماع ويعلمهم"العلوم الدينية والبيئة الوطنية والدولية التي يعملون فيها والتطورات الجديدة التي يجب ان يأخذوها في الاعتبار". ورحب بجهود الحكومات الاوروبية لرفع مستويات تعليم الائمة في بلادها لكنه تحفظ في شأن بعض السياسيين الذين يدعون الى تطوير"اسلام اوروبي". وتقول الحكومة الفرنسية انها تريد الترويج"لاسلام فرنسي"معتدل يحترم القيم الغربية مثل الفصل بين الدولة والكنيسة. وقال توفيق:"لا أعرف ماذا يريد حقاً الذين يتحدثون عن اسلام فرنسي او هولندي... انها مسألة خوف... انهم خائفون من وجود المسلمين على اراضيهم".