بعد أقل من ثمانية وأربعين ساعة على التفجير الارهابي في الرياض، وجهت قوات الأمن السعودية ضربة شديدة الى خلايا الإرهابيين فقتلت ليل الخميس - الجمعة خمسة منهم، بينهم أربعة من المطلوبين على قائمة ال 26، وألقت القبض على إرهابي سادس وآخرين في مطاردات واسعة شهدتها المدينة الساحلية طوال ليل أول من أمس. وأعلن بيان صدر عن وزارة الداخلية السعودية أسماء الإرهابيين الأربعة الذين قتلوا، وهم: احمد عبد الرحمن صقر الفضلي المطلوب الرقم 7 قي القائمة، وخالد بن مبارك القرشي المطلوب الرقم 12، ومصطفى إبراهيم مباركي المطلوب الرقم 15، وطلال بن عنبر احمد العنبري المطلوب الرقم 20. وأشار المصدر إلى أن "قوات الأمن توافرت لها، في اطار متابعتها للفئة الضالة، معلومات موثقة عن تحضير هؤلاء الإرهابيين لعملية اجرامية في محافظة جدة ولتنفيذ عدد من الاعتداءات الغادرة على رجال الأمن، فرصدت وجودهم في شقة سكنية داخل حي الصفا السكني- شمال شرق المدينة - فطوقت المنطقة وأخلتها من المواطنين". واضاف المصدر أن "قوات الأمن دعت المطلوبين إلى تسليم أنفسهم لكنهم بادروا بإطلاق النار من أسلحة مختلفة فردت قوات الأمن عليهم وفقاً لما يقتضيه الموقف". ونتج عن عملية المحاصرة والمداهمة في حي الصفا مقتل ثلاثة من الارهابيين والقاء القبض على رابع، وإصابة رجل أمن بجروح طفيفة. وعلمت "الحياة" ان إثنين من القتلى الثلاثة هما احمد الفضلي ومصطفى المباركي أما الثالث فلم تعرف هويته فوراً. وأشار المصدر السعودي إلى أن قوات الأمن التي كانت تتابع عملية التطويق والمداهمة في حي الصفا تعرضت لإطلاق نار من مسلحين مجهولين قدموا إلى الحي، في محاولة لمساعدة زملائهم على الهرب، فطاردتهم. وحاول هؤلاء الاستيلاء على سيارة احد المواطنين المارين في المنطقة بإطلاق الرصاص عليها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، فاطلقوا النار على سيارة ثانية واصابوا سائقها واستولوا على سيارته. وطاردتهم قوات الأمن حتى شارع التلفزيون جنوبجدة وأعطبت سيارتهم، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى احد المباني في الحي. وبعد تبادل اطلاق الرصاص معهم قتل احد المطاردين وانتحر آخر عن طريق تفجير نفسه، وهما طلال العنبري وخالد القرشي. وشاهدت "الحياة" رجال الأمن يطاردون سيارة أخرى في حي الشعلة من طراز "شيفروليه كابريس" بيضاء في الوقت كان يحاصرون الارهابيين في حي الصفا. ونجحت قوة الامن في وقف السيارة الفارة بعدما اطلقت النار عليها وألقت القبض على ركابها الأربعة الذين استسلموا. وقال المصدر المسؤول انه جرى في إطار هذه العملية "ضبط العديد من المقتنيات المهمة التي شملت كميات من الأسلحة والمتفجرات المتنوعة بالإضافة إلى سيارة استخدمت في إطلاق النار على رجلي امن وقتلهما في حادثتين" قبل اكثر من اسبوعين. وعاشت جدة ليل الخميس - الجمعة، خصوصاً المنطقة الممتدة من شمال شرق المدينة إلى جنوبها، اجواء غير معتادة. ونجحت قوات الأمن الخاصة اثناء مطاردة الإرهابيين وملاحقتهم وتبادل إطلاق الرصاص في تجنب تعريض السكان والمارة للخطر. ويرى خبراء أمنيون أن الضربة القوية التي سددتها قوات الأمن الى عناصر الخلايا الإرهابية رفعت معنويات رجال الأمن الذين يعيشون حالة استنفار قصوى تحسباً لردود فعل غادرة وعشوائية من الإرهابيين.