أعلن في مركز الفن والثقافة "قصور أكفاي" عن الخطوط العريضة لپ"البينالي العالمي الأول للفن المعاصر والأدب"الذي ستحتضنه مدينة مراكش بين 30 أيلول سبتمبر و4 تشرين الأوّل أكتوبر 2005، بمشاركة مئتي فنّان وناقد وناشر ومبدع من المغرب والعالم العربي والغرب. وأكد المستثمر السياحي عبدالسلام الداموسي أحد منظمي هذه التظاهرة الفنية الضخمة التي تعتبر الأولى من نوعها في شمال أفريقيا، أنه اشترى هذا المعلم الأثري القديم الذي بناه أحد وزراء المال في الفترة السعدية القرن السادس عشر من الشرفاء المصلوحيين... وعوض أن يستثمر المكان في المجال السياحي، جعل منه نادياً للثقافة والفن والموسيقى. وإذا بهذا المعلم السعدي الذي صار اسمه"قصور أكفاي"، يصبح المقر الرسمي لپ"مهرجان مراكش العالمي للفن المعاصر". وسيتم خلال الدورة الأولى من بينالي مراكش عرض مجموعة للفن الحديث من المملكة المتحدة، مجموعة فنية متميزة لأسماء لامعة من بينها سارا لوكاس، غرايسن بيري، جاك ودينوس تشابمان، ترايسي إيمين، وغافين تورك... وسيحضر كل هؤلاء الفنانين شخصياً ضمن وفد يتكون من 50 مبدعاً وناقداً وأديباً بريطانياً ستكون بينهم سوزيني كلين مديرة جمعية"Pen"العالمية، وفانيسا برانسن أخت ريتشارد برانسن، وأيضاً هاري كينزرو عن إدارة دار"بانغوان"للنشر، وعدد من مديري المتاحف البريطانية المعروفة. وإضافة إلى المجموعة البريطانية، سيتم تنظيم معرض ثان تقدم خلاله مجموعة أنطولوجية للتشكيل المغربي الحديث. وأكد الفنان محمد المليحي أحد منظمي"بينالي مراكش"أن المعرض سيعطي للزوار الأجانب من الفنانين ونقاد الفن ومديري المتاحف البريطانيين والأجانب عموماً، فكرة شاملة عن الحركة التشكيلية في المغرب، مضيفاً أن"مركز قصور أغفاي"لن يحتكر تمثيل التشكيل المغربي، بل سيساهم فقط بالمجموعة الأنطولوجية... فيما حرص المركز على إشراك كل غاليريهات مراكش وأروقتها الفنية في هذه التظاهرة. وقد طلب من المشرفين على تلك الفضاءات تنظيم معارض لفنانين مغاربة في تلك الفترة، على أن ينظم المركز جولة للنقاد والفنانين الحاضرين على مختلف هذه الغاليريهات لتقديم فكرة عن الحيوية التي يعرفها المشهد التشكيلي المغربي. يقول المليحي:"إننا مطالبون بالانفتاح على العالم ليكتشف الآخرون أهمية المنجز التشكيلي المغربي، ولعل اكتشاف حضور نوعي كهذا الذي سنُؤمِّنه للدورة الأولى من البينالي سيكون خطوة عملية مهمة لتحقيق ذلك". ويضيف المليحي فنان مدينة أصيلة الشماليّة، وأحد مؤسسي موسمها الشهير، علماً انّه استقر أخيراً في مراكش:"مراكش كمدينة تبيع جيداً وعلينا اغتنام هذه الفرصة لتسويق منتوجنا الثقافي". الشاعرة المغربية ثريا إقبال بادرت خلال الندوة الصحافية إلى تقديم الشق الأدبي مؤكدة أنه كان هناك إصرار لدى الجميع ومنذ البداية على أن يأخذ الأدب المكانة اللائقة به خلال هذه التظاهرة، لأنه لا فن من دون أدب. وفي هذا الإطار، وُجهت الدعوة لعدد من الأدباء والناشرين العرب والأجانب، وستحاول هذه التظاهرة خلق فضاء للحوار والتبادل الثقافيين بينهم في أفق خلق فرص أكبر لترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية . وسيتم تنظيم موائد مستديرة حول الترجمة، ينشطها كتاب مغاربة وعرب وأجانب. كما ستنظم أمسيات شعرية في عدد من الفضاءات الثقافية في المدينة الحمراء. ولا يمكن لقصور أكفاي أن تحتفي بالفن والأدب وتتجاهل الموسيقى، لذا وحسب بشرى صالح واحدة من الوجوه الشابة ضمن الفريق المنظم لهذا المهرجان، سيتم تنظيم حفلات يومية للموسيقى الأندلسية والأمازيغية وكذا الموسيقى الصوفية الأصيلة. وبذلك سيتألق التراث الموسيقي المراكشي المعروف بتنوعه في هذا المهرجان الضخم الذي تحتاجه مراكش فعلاً. فالعاصمة السياحية للمملكة التي تبدو اليوم فخورة بمهرجانها السينمائي الدولي تحتاج إلى تظاهرة أخرى لتؤكد حضورها كوجهة ثقافية أيضاً. فهل يكون هذا البينالي النخلة الذهبية الثانية التي ستضيء سماء مراكش إلى جانب موعدها السينمائي الدولي؟