غالباً ما ترد مراكش في الاعلام كعاصمة للفنون، الاستعراضية منها أو البصرية، خصوصاً أن بعض أبرز تشكيليي المغرب، من محمد المليحي إلى فريد بلكاهية، يقيم فيها. وفي السنوات الأخيرة جاء مهرجان السينما ليضيف الى عاصمة الموحدين، بعداً جديداً... لكن أين الآداب من المدينة العريقة الساجية عند أقدام جبال الأطلس، على أبواب الصحراء؟ هذا السؤال بات في الامكان الاجابة عنه اليوم، بلا تلعثم أو حرج، منذ انطلاق"مهرجان مراكش الأوّل للأدب والفنون"الذي يختتم غداً، بعد برنامج غنيّ قائم على تلاقي الآداب والفنون، وتحاورها وتواشجها. هذه المبادرة أطلقتها جمعيّة محليّة تعنى بالثقافة، يشرف عليها عبدالسلام الداموسي رئيس المهرجان، بالاشتراك مع واحدة من أبرز مجموعات مراكش للفنّ العالمي المعاصر"ذي واندرفول فاند كوليكشن"التي تشرف عليها فانيسا برانسون. وأوضح كلّ من الداموسي وبرانسون أهداف المهرجان، يوم الخميس الماضي، خلال حفلة الافتتاح التي احتضنها"المسرح الملكي"في مراكش، وحضرها أهل الثقافة والفنّ والاعلام. ويبدو أن هذه المبادرة ليست سوى خطوة أولى في مشروع خطط له أن يتواصل، ويستحيل تقليداً دورياً، بتنظيم مشترك مغربي - بريطاني. احتضنت الدورة الاولى عدداً من الندوات، منها ندوتان احتضنتهما"دار الشريفة":"تجربة الترعرع في بريطانيا المعاصرة"، بمشاركة سيمون بروسر، إيكوف إيشان، هاري كونزري، إيستر فرويد، ديبورا موغاش، و"أهمية ترجمة الشعر والأدب العربيين"، بمشاركة ثريا إقبال، سوزانا نيكلين، سهام بوهلال، حسن حلمي، مبارك ربيع، أحمد المديني، الطيب صالح وآخرون. وافتتح في متحف مراكش معرض"ذي واندرفول فاند كوليكشن"الذي سيبقى مفتوحاً للجمهور حتى الخامس عشر من كانون الثاني يناير المقبل. تلته أمسية شعريّة في"قصور أكفاي"، أحياها كلّ من مليكة العاصمي، ياسين عدنان، سعدي يوسف، المهدي أخريف، محمد بنيس، عبد الكريم الطبال، شربل داغر. وفي"قصر الباهية"، افتتح معرض آخر مخصص ل"الفن المعاصر في المغرب اليوم"، أشرف على اعداده محمد المليحي رئيس"الجمعية المغربية للفنون التشكيلية"، تبعه احتفال موسيقي وكوريغرافي بمشاركة الأوركسترا النسائيّة في تطوان،"فرقة تيتو لوسادا"فلامنكو،"مجموعة الأندلس"طارق وجوليا بانزي. وتعرّف ضيوف المهرجان إلى الأروقة الفنية في مراكش : رواق ماتيس، الرواق الأزرق، رواق تادغارت، رواق الأطلسين، دار الشريفة. وتتواصل اليوم النشاطات، من خلال ندوة يحتضنها"نادي الفنون والآداب"التابع"قصور أكفاي"، بعنوان"تأثير الأدباء ذوي الأصول شرقية في العالم الغربي". من المتوقّع أن يشارك فيها: أحمد المديني، ماغي بين، واسيني الأعرج، حسن حلمي، سوزانا نيكلن، ألكساندرا برينكل، سيمون بروسر، صموئيل شمعون، الطيب صالح. ومساء اليوم تقام مناظرة ثلاثيّة يشارك فيها بيتر فلورنس وحنيف القريشي وديبورا موغاش. تليها ندوة بعنوان"مستقبل الأدب العربي والبريطاني ودور وسائل الإعلام في تشجيعهما"، بمشاركة : إيستر فرويد، بيتر فلورنس، حنيف القريشي، مبارك ربيع، الطيب صالح، كاترين لوكربي، ديبورا موغاش، داني موينيهان، ألكساندرا برينكل، واسيني الأعرج ادارة جوردي كريك. ويقدّم عدد من الأدباء العرب والبريطانيين شهادات، حول سؤال"أي مكان أو ثقافة أثّرت في كتابتك؟". ويختتم المهرجان مساء غد الاثنين، في"قصور أكفاي"، بأمسية موسيقية صوفية، تكون بمثابة احتفال بحلول شهر رمضان المبارك.