امتدت المواجهات التي بدأت قبل عشرة أيام بين قوات الجيش والحوثيين في محيط مدينة عمران، فجر أمس إلى صنعاء وهاجمت قوات أمنية مقرهم الرئيسي، وألقت القبض على عدد من حراسه قبل أن يرد الحوثيون بالاستيلاء على سيارتين للشرطة ويأسروا عدداً من الجنود وسط انتشار كثيف لمسلحيهم في الأحياء الشمالية للعاصمة التي تفادت حتى الآن حرب شوارع بين الطرفين. وأوفد الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد ساعات قليلة من الاشتباكات، وسطاء إلى الحوثيين في محاولة لتهدئة الموقف واحتواء الأحداث التي سيؤدي تفاقمها إلى نشوب حرب في شوارع العاصمة لا يمكن السيطرة عليها. وقال مصدر أمني ل «الحياة»: «إن مهاجمة مقر الحوثيين جاء على خلفية انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في حي الجراف على مقربة من مبنى مكتبهم السياسي، ما أدى إلى حضور قوات الأمن التي اشتبهت في حراس المبنى واشتبكت معهم وتمكنت من إلقاء القبض على عدد منهم». واتهم الحوثيون في بيان، وزارة الداخلية ومسلحي حزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) بمداهمة مقرهم في صنعاء ووصفوا الحادث ب «التصرف الأهوج» الذي جاء، على حد تعبيرهم، رداً على فشل خصومهم «في تنفيذ مشاريعهم التآمرية على الوطن وهم يحشدون عناصر التكفير و «القاعدة» في مختلف مناطق همدان وأرحب وبعض مناطق عمران المتاخمة للعاصمة صنعاء من أجل إثارة حرب لا معنى لها، ومشكلة لا أساس لها». وسمع سكان العاصمة على مقربة من مكان الأحداث دوي انفجار أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار من أسلحة رشاشة قبل أن يعود الهدوء، بينما أكدت مصادر أمنية متطابقة «جرح سبعة جنود بنيران الحوثيين بينهم ضابط برتبة مقدم مقابل خمسة جرحى من المسلحين الحوثيين». وقالت مصادر «إن وفد الوساطة الذي أرسله هادي أمس برئاسة نائب رئيس البرلمان محمد علي الشدادي اعتذر من الحوثيين عن مداهمة مقرهم وتوصل معهم إلى اتفاق قضى بتبادل فوري للأسرى وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الأحداث». ويخوض مسلحو الجماعة مواجهات عنيفة مستمرة مع قوات حكومية مدعومة بمسلحين قبليين موالين لحزب «الإصلاح» في محيط عمران شمال العاصمة، كانت تجددت قبل عشرة أيام وامتدت إلى قرى ومناطق متاخمة لصنعاء من جهة الغرب، وشارك فيها الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وكان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر قدم أول من أمس في نيويورك إحاطته حول تطورات العملية الانتقالية إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي.