كشفت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء، أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، رفض مجددا طلبا بمغادرة البلاد لفترة موقتة؛ كجزء من تسوية للأزمة المتصاعدة بينه وبين الرئيس عبدربه منصور هادي، تزامنا مع تقديم مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، تقريره الشهري إلى مجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن، في وقت شدد فيه الحوثيون الخناق على العاصمة صنعاء، باستيلائهم على عدد من المناطق المتاخمة للعاصمة. وكانت مصادر مقربة من الرئيس صالح، أشارت إلى أن الأخير رفض مغادرة البلاد، ولو بصورة موقتة لحين معالجة الأسباب التي أدت إلى بروز توتر كبير بينه وبين الرئيس هادي على خلفية إغلاق قناة "اليمن اليوم" الفضائية المملوكة لنجله الأكبر أحمد علي، ومحاصرة جامع السبعين. وعدّت المصادر أن الإجراءات التصعيدية غير المسبوقة التي اتخذها الرئيس هادي ضد صالح، استهدفت دفعه للقيام بردود فعل مضادة وحادة؛ ليتم رصدها من قبل لجنة العقوبات الدولية الموجودة منذ أيام في العاصمة صنعاء. في غضون ذلك، تسارعت حدة المواجهات بين قوات الجيش المسنودة برجال القبائل ومسلحي جماعة الحوثي في مختلف المناطق المحيطة بصنعاء، منها محافظة عمران، وبدأ سكان صنعاء يسمعون أصوات المدافع والصواريخ، خاصة تلك الواقعة على أطراف العاصمة، خاصة همدان وضلاع وبني مطر. وقالت مصادر قبلية في همدان، إن قوات الجيش قصفت مواقع لمسلحي جماعة الحوثي في جبل جهيف وبيت نعم المحيطة بمعسكر الاستقبال سابقا، الواقع في بني مطر التي استولى عليها الحوثيون خلال اليومين الماضيين، مما دفع سلطات صنعاء إلى استخدام الطيران ضدهم لوقف تقدمهم. وأشارت ذات المصادر إلى أن الطيران الحربي قصف مخزن أسلحة للحوثيين بقرية "حاز" المجاورة لمديرية عيال سريح في عمران، الذي كان الحوثيون يعدّونها منطلقا لهم في حروبهم في بني مطر وهمدان، كما قصف الطيران مواقع لمسلحي الحوثي في حصن ذيفان ومفرق السجن المركزي وموقع السلاطة في عمران، فيما أعاد الجيش منطقة بني ميمون من قبضة الحوثي، التي كان استولى عليها قبل نحو أسبوعين. وتشهد مديرية همدان موجة نزوح كبيرة إلى صنعاء بعد اشتداد المعارك أمس، وتبادل القصف بالأسلحة الثقيلة، فيما أطلق سكان مدينة عمران نداء استغاثة لفك الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من أسبوع. وأكد بعض سكان المدينة أنهم يعانون نقصا حادا في المياه؛ نتيجة نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بالكامل منذ خمسة أيام، خاصة وأن المدينة تعاني من حصار جزئي منذ مارس الماضي نتيجة غلق الحوثيين لمعظم مداخل المدينة.