تأهل منتخبا المانياوالأرجنتين إلى الدور نصف النهائي في كأس القارات لكرة القدم، التي تنظمها ألمانيا حاليًا، بعدما حقق كلاهما فوزه الثاني في الدور الأول، وتخطى المنتخب الألماني - صاحب الملعب والجمهور - نظيره التونسي بطل افريقيا بفوز عريض 3- صفر، والنتيجة لا تعبر مطلقًا عن سير المباراة، التي أظهر خلالها التوانسة شجاعة فائقة وتنظيمًا جيدًا واحتفظوا بشباكهم نظيفة حتى الدقائق الخمس عشرة الأخيرة، وفاز منتخب الارجنتين على منتخب استراليا 4-2 في مباراة ممتعة على الصعيد الهجومي من الجانبين، وجاءت الأهداف الستة عن طريق ثلاثة لاعبين من ناديي فيلاريال وريال اوساسونا الاسبانيين، وستكون مباراتا المرحلة الأخيرة في المجموعة غير مهمتين على صعيد التأهل، ويحدد لقاء ألمانياوالأرجنتين صاحب المركز الأول الذي سيتفادى غالباً مواجهة منتخب البرازيل بطل العالم في نصف النهائي. وظلت ظاهرة وفرة الأهداف في كأس القارات 2005 مستمرة، ووصل عدد الأهداف إلى 25 هدفاً في 6 مباريات فقط، بمعدل يزيد على 4 أهداف لكل مباراة، وهي نسبة لا تعرفها البطولات الكبرى منذ زمن بعيد، وحملت البطولة ظاهرة غياب المفاجآت في كل المباريات، مع نتائج متوقعة للفرق التي تمتلك تاريخًا أكبر ونجومًا أكثر. ألمانيا - تونس 45 ألفًا من أنصار ألمانيا اجتمعوا في مدرجات ملعب كولون، واحسنوا استقبال فريقهم بحماسة بالغة، ومنحوا تحية خاصة لنجمهم الصاعد على أرضه بودولسكي، الذي قدم في الشوط الثاني أداء رفيعًا وصنع هدفًا، وحرص مدربه يورغن كلينسمان على استبداله بعد ضمان الفوز ليمنحه فرصة الحصول على تحية ضخمة أخرى من جماهير كولون. الشوط الأول سار متكافئاً من البداية إلى النهاية، مع أداء تونسي قوي ومنظم، وحرص على الاستحواذ على الكرة، وغلق المساحات في الدفاع، وتنفيذ الضغط في وسط الملعب، ولكن التفوق الميداني التونسي ظل قاصرًا على ثلثي الملعب من دون أدنى فاعلية في الهجوم بسبب عدم النجاح في اللمسة الأخيرة، وعلى العكس حاول الألمان من دون جدوى بسبب نقص التعاون وعدم وجود المساحات. فاجأ الألمان الجميع باسلوب هجومي في الشوط الثاني، ورد لومير بتغيير هجومي معاكس، وأشراك حامد نعموشي بدلاً من قيس الغضبان، وظل التوانسة صامدين حتى عندما أدخل كلينسمان النجمين كوراني وشنايدر بدلاً من اسامواه وهيتزل سبيرغر في الدقيقتين 62 و68، ولكن خطأ دفاعياً لا داعي له من وسيم عبدي ضد مايكل بالاك داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 75 كلف منتخب تونس ركلة جزاء، حولها بالاك بهدوء هدفًا كسر حاجر الصمت، وقلب المباراة رأسًا على عقب، وهو هدفه الثاني في الدورة، وكلاهما من ركلة جزاء. اندفع التوانسة للتعادل، ففقدوا الايقاع والتنظيم، وانفتحت المساحات في ملعبهم، وهو الأمر الذي لا يمكن مروره بسلام في مواجهة فريق قوي مثل المانيا، وجاء العقاب سريعًا بهدفين في الدقائق الباقية، واحرز باستيان شفاين هدفًا ثانيًا في الدقيقة 80 اثر تمريرة سحرية من بودولسكي. واشترك مايك هانكي بدلاً من بودولسكي بعد 87 دقيقة، ومن اللمسة الأولى له في الدقيقة التالية استغل كرة عرضية من دايسلر، وحوّلها برأسه وردها الحارس بومنجيل ولكن هانكي تابعها داخل المرمى مسجلاً الهدف الدولي الأول له مع المنتخب الألماني. الأرجنتين - استراليا ملعب فرانكين في نورمبرغ شهد صراعًا ثنائيًا بين لوسيانو فيغيروا وجون الويزي على جانبي الملعب، وتقاسما إحراز 5 أهداف من أصل 6، وأصبح الأول صاحب أول هاتريك في البطولة، وتصدر الثاني قائمة الهدافين.منتخب الأرجنتين أكد مجددًا أنه فريق ممتع وغني بالموهوبين وأصحاب اللمسات الفنية، ولا يهمه غياب لاعب أو اثنين، وفي غياب هدافه الخطير هرنان كريسبو، كان فيغيروا أكبر أثرًا، وكشف المنتخب الاميركي الجنوبي عن تقدم ملموس في الأداء الجماعي الجيد والتحرك السلس الأشبه بالحركة السائلة في وسط الملعب، ووصل حجم سيادته على الكرة في الشوط الأول الذي أنهاه لمصلحته 2- صفر إلى نسبة 62 في المئة، وتنوعت ألعاب الفائز بين التمرير المتقن، والتسديد القوي الذي وصل إلى 23 تسديدة في مقابل 11 فقط لأستراليا. ولم يستفد أبطال الاوقيانوس من الاندفاع الهجومي المبكّر، ولا من الروح المعنوية العالية التي بدأوا بها اللقاء، ولكنهم تركوا انطباعًا ممتازاً حول سلوكياتهم الممتازة وإصرارهم على البقاء في المباراة على رغم الظروف الصعبة. الاختبار الأول في المباراة كان للحارس الأرجنتيني لوكس في مواجهة مهاجمي استراليا سكوكو وكاهيل، وظل لاعبو الارجنتين باحثين باستمرار عن نجم الوسط خوان ريكيلمي في كل هجمة، وعلى عكس سير اللعب جاء الهدف الأول للارجنتين في الدقيقة 12 من هجمة بالغة الدقة والسرعة بين الثلاثي ريكيلمي، وسانتانا، وفيغيروا، وانتهت بلمسة ولا أبرع من الأخير من خارج منطقة الجزاء في أبعد مكان لمرمى الحارس الاسترالي. واستغل الفائز تقدمًا عشوائيًا للأستراليين، ومارسوا التمرير الهادئ الذي أرهق منافسيهم عصبيًا وبدنيًا، وبدأ الاميركيون الجنوبيون مرحلة من التحكم الكامل في وسط الملعب وإيقاع اللقاء، وحسمه سافيولا بحصوله على ركلة جزاء في الدقيقة 30، وحولها ريكيلمي هدفاً ثانياً، وهو الثاني له في البطولة، وكلاهما من ركلة جزاء مثل بالاك. وظلت السيطرة التامة للفائز، وحالت العارضة من دون هدف ارجنتيني ثالث من رأس البارع فيغيروا الذي يتقن اللمسة النهائية، وهو الأمر الذي سيرفع أسهمه بكل تأكيد في المرحلة المقبلة على رغم أنه ليس هدافًا بارزًا في ناديه الاسباني فيلاريال في وجود الأورغواني فورلان. المدهش أن لاعبي استراليا لم يفقدوا الأمل أو يلحقهم اليأس، وظلوا في المباراة بكل قوة، ومارسوا هجومًا هائلاً، ونجح جون الويزي في الحصول على ركلة جزاء، وحوّلها بنفسه في الدقيقة 61هدفاً، ولم تمر 9 دقائق حتى استغل الويزي خطأ من المدافع هانيتزي، وسجل هدفًا ثانيًا أعاد استراليا بقوة إلى المباراة، بعدما ظن لاعبو الارجنتين أنهم حققوا فوزًا سهلاً، والهدف هو الرابع لالويزي بعد هدفيه في المباراة الأولى ضد المانيا، ما يرفع اسهمه في اقتناص لقب هداف البطولة إذا سجل في مباراة تونس المقبلة. الهجوم الاسترالي ازداد شراسة واضطر المدرب الارجنتيني بيكرمان لإشراك المدافع بابلو إيمار لدعم الخط الخلفي بعد اهتزازه، وعلى عكس سير اللعب وللمرة الثانية في المباراة يسجل الارجنتينيون وسط الهجوم الاسترالي، وجاء الهدف في الدقيقة 89 من أداء فردي رائع لفيغيروا ليغلف فوز فريقه بالمباراة.