منذ عام 1992 تعد منطقة بعلبك- الهرمل دائرة انتخابية لپ"حزب الله"، فلا قوة منافسة له وخياراته هي خيارات اهالي المنطقة، وبهذا المعنى، كان أمس يوم"استفتاء"لمدى تزايد شعبية الحزب المقاوم، وتحمل الإنتخابات في هذه المنطقة التي تقع على الحدود مع سورية طابعاً مختلفاً إذ لم يتقدم فيها مرشحون معادون لسورية أو شاركوا في التظاهرات المطالبة بخروج القوات السورية من لبنان، وغالبية المرشحين من"حلفاء سورية"في لبنان. والإستفتاء يعني اختباراً للشعبية، لذا كانت نسبة الاقتراع مرتفعة جداً وبخاصة في القرى الشيعية. أعلام"حزب الله"الصفر كانت تلوح في كل مكان والجواب الذي قاله لپ"الحياة"الناخب علي عساف"طبعاً انتخبنا لائحة الحزب وفاء منا لدماء الشهداء، هذا يوم استفتاء ضد قرار مجلس الأمن 1559"هو لسان حال أكثرية ساحقة من الناخبين الشيعة بشكل خاص. اللائحة المؤلفة من مرشحي"حزب الله"والرئيس حسين الحسيني وحلفائهم أي الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائبين اسماعيل سكريه ونادر سكر. بعض الناخبين يذهبون بعيداً في شرح حماستهم للائحة بعلبك - الهرمل، يقولون:"إنهم انتخبوا كل أعضائها كرمى لعيون الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وإن كانوا غير راضين عن بعض المرشحين فيها،"زي ما هي لأن نصر الله طلب ذلك". عند المداخل ابتداء من قرية الهرمل الواقعة في أقصى الشمال والقريبة من الحدود السورية حتى وسط سهل البقاع، تستقبل الزائر والناخب لافتات تأييد للمقاومة ورفض للقرار 1559. أما عنوان التنمية فيبدو وكأنه غائب عن اهتمام الناخبين وإن حضر في عناوين المرشحين. الناخبون في بعلبك اقترعوا وللمقاومة بشكل خاص، وفي العاشرة صباحاً كانت نسبة الانتخاب تعدت 25 في المئة في بعض المراكز، وقال رئيس أحد الأقلام أنه لم يجد وقتاً لإشعال سيجارته فالناخبون يتوافدون بكثافة ويقفون طابوراً طويلاً. في قلم في قرية النبي عثمان اقترع صباحاً أكثر من 30 في المئة من الناخبين المسجلين في لوائح الشطب، و"الأصفر"يتحول"برتقالياً"في قرية القاع حيث الناخبون المسيحيون، وهو اللون الذي اختاره مؤيدو التيار الوطني الحر. في هذه القرية كان المقترعون عند الساعة 1100 أقل من 20 في المئة ومع التواجد البسيط لمندوبي لائحة بعلبك- الهرمل. ورفعت لافتات كتب عليها"أين المعتقلون اللبنانيون في السجون السورية، أين حقوق الإنسان؟"وهو شعار حمله أيضاً بعض المواطنين أمام قلم الإقتراع، وفي هذه القرية كان حضور خفيف للافتات المرشح مروان فارس السوري القومي الإجتماعي على رغم أنه أحد أبنائها. الرحلة في تلك المنطقة طويلة جداً، وفي الطريق بين قرية الهرمل ومدينة بعلبك ينتبه السائر فيها إلى انتماء كل قرية الطائفي من لون الأعلام المرفوعة والصور المعلقة فتظهر صور الرئيس الراحل رفيق الحريري وابنه النائب سعد الدين في القرى ذات الغالبية السنية. الإصطفاف الطائفي هو ما انتقده الوزير السابق ألبير منصور والمرشح على لائحة إنماء بعلبك المنافسة لپ"لائحة بعلبك - الهرمل"، وقال لپ"الحياة"أن"تأييد المقاومة ومواجهة العدو الإسرائيلي أمر مفروغ منه في هذه المنطقة"، لكنه أخذ على اللائحة المنافسة"استغلال عنوان المقاومة كموضوع انتخابي". منصور تحدث عن محادل فيما وصف نائب"حزب الله"حسين الحاج حسن العملية الإنتخابية في بعلبك - الهرمل بأنها"استفتاء على خط المقاومة وإعادة بناء مؤسسات الدولة والعيش المشترك، وعلى البرامج السياسية". وذكر بأن هذه المنطقة كانت دائماً مؤيدة لپ"حزب الله"وللمقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي و"ستبقى كذلك"، وفي ما يتعلق بحاجة هذه المنطقة إلى التنمية، قال: أن"حزب الله"سيشارك في كل مؤسسات الدولة، وسيعمل على تطبيق البرامج الإنمائية. عناوين اللائحة الأبرز أمس شرحها بالتفصيل الرئيس الحسيني الذي تحدث عن المخاطر الخارجية التي تهدد لبنان والتي تجسدت ببروز القرار 1559 المتضمن مطالب إسرائيلية، وفي وقت يغيب أفق التسوية عن المنطقة. ومن العناوين الداخلية"تمكين المواطن من الصمود باقرار قانون انتخاب وفقاً لأحكام اتفاق الطائف والدستور اللبناني والإقراج عن خطة التنمية الشاملة التي توسع رقعة الإنماء من وسط بيروت إلى كامل الأراضي اللبنانية. وعند إتمام هذه المسائل توقع الحسيني أن يتم تقصير مدة ولاية المجلس الجاري انتخابه إلاّ إذا تم إقرار قانون جديد تتغير من خلاله التحالفات السياسية القائمة فتصير أقرب إلى التحالفات الوطنية. هدوء البقاع المستكين إلى حاله المهملة كسره أمس ضجيج الإنتخابات، والتأييد الجارف لپ"حزب الله"ولمنطق المقاومة ضد إسرائيل ترجم في صناديق الإقتراع، وكان من النادر أن يتم الحديث أو الإشارة بين الناخبين وعلى أبواب مراكز الإقتراع عن المرشحين المنفردين، وحدها لائحة"إنماء بعلبك - الهرمل"أرادت فرض جو مغاير لأجواء الإستفتاءات، لكن المنطقة أصرت على التزيين بپ"أصفر" "حزب الله".