تستعد محافظات اقليم كردستان الثلاث شمال العراق للاحتفال اليوم بتنصيب الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيساً للاقليم بعدما انتخب منافسه السابق وحليفه الحالي جلال طالباني رئيساً للبلاد. وقال رئيس برلمان كردستان عدنان المفتي ان البرلمان سيعقد جلستين الاولى مخصصة للتصويت على تولي بارزاني"زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني"رئاسة الاقليم .. والثانية يؤدي خلالها اليمين بعد توليه المنصب رسمياً". وبارزاني هو نجل الملا مصطفى بارزاني الزعيم التاريخي لأكراد العراق. وصادق البرلمان الكردي الخميس الماضي على مشروع قانون رئاسة اقليم كردستان الذي قدمه حزبا بارزاني وطالباني، ويقضي بتولي بارزاني الرئاسة اربع سنوات ويحق له اعادة ترشيح نفسه لولاية ثانية. وينص قانون رئاسة الاقليم على ان ينتخب مواطنو كردستان بالاقتراع العام السري المباشر رئيساً للاقليم يمثلهم ويتحدث باسمهم على الصعيدين الداخلي والخارجي ويتولى التنسيق بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقليم. لكن في هذه الدورة سيتم انتخاب رئيس الاقليم في البرلمان على ان تنظم في الدورة المقبلة انتخابات مباشرة. وتشهد مدن الاقليم الثلاث السليمانية واربيل ودهوك استعدادات واسعة لاقامة احتفال شعبي في المناسبة. وقال القيادي في"الاتحاد الوطني الكردستاني" كوسرت رسول"تم توجيه الدعوة الى شخصيات عراقية واجنبية بارزة .. يجب ان تجري مراسم التنصيب والاحتفال باسم الاكراد لأن المنصب هو لجميع شعب كردستان". وللمرة الاولى في تاريخ العراق الحديث يتولى زعيمان كرديان اعلى المناصب الرسمية في الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة اقليم كردستان. وبموجب قانون رئاسة الاقليم يتولى الرئيس منصب القائد العام لقوات البيشمركة الميليشيا. كما يتمتع بصلاحية حل مجلس الوزراء عند سحب الثقة منه وتعيين الحكام ورئيس واعضاء الادعاء العام بعد ترشيحهم من مجلس قضاء الاقليم ومنح الرتب العسكرية لضباط القوات المسلحة للاقليم وقوى الامن الداخلي وفصلهم واحالتهم على التقاعد. وفي هذه المناسبة، زينت ابنية الوزارات والدوائر الحكومية للاقليم باعلام كردستان ولافتات مثل"شعب كردستان مرفوع الهامة لتولي بارزاني الرئاسة"و"بارزاني رئيساً للاقليم مطلب قومي". وأكد كوسرت رسول انه تم"توجيه تعليمات برفع علم كردستان وصورتي رئيس الجمهورية ورئيس الاقليم ومنع رفع الاعلام الصفراء والخضراء للحزبين الكرديين بأي شكل من الاشكال". وقال خالد جميل وهو صاحب مكتبة"سولاف"،"خلال يومين بعنا اكثر من نصف مليون علم كردي". اما كامل سالار 40 عاماً فوصف المناسبة بأنها"تاريخية ليست لكردستان العراق فحسب وانما لكافة اجزاء كردستان"، في اشارة الى المناطق الكردية في ايران وتركيا وسورية". واضاف"نستعد في المنزل لتوزيع الحلويات وتبادل التهاني بين الاقرباء". ويرفض بارزاني رفع العلم العراقي الحالي بعبارة"الله اكبر"التي اضافها الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبيل بدء عمليات"عاصفة الصحراء"لتحرير الكويت في 1990. وصرح بارزاني اكثر من مرة انه لن يرفع العلم العراقي الحالي لأنه، على حد قوله، يذكر الاكراد بنظام صدام. وكان الحزب"الديموقراطي الكردستاني"و"الاتحاد الوطني الكردستان"في نزاع منذ 1994 وحتى 2002 على السيطرة على منطقة شمال العراق الخارجة عن سلطة بغداد منذ نهاية حرب الخليج في 1991. وتوصل طالباني وبارزاني في 29 ايار مايو الى اتفاق على رئاسة منطقة الحكم الذاتي بعد مفاوضات طويلة. وشارك الاكراد بقوة في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية في كانون الثاني يناير الماضي، ويمثلهم 77 نائباً.