إلتقى أعضاء المكتب السياسي لحزب «لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني» زعيمه الرئيس جلال طالباني، بعد إنهائه فترة علاج دامت عاماً وسبعة أشهر، غرق خلالها أقطاب الحزب في خلافات على خلافته. وبسبب هذه الخلافات رشح الحزب اثنين من قادته هما فؤاد معصوم وبرهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية، بعد استبعاد محافظ كركوك نجم الدين كريم. وكان إعلان كريم الترشح أثار موجة استياء لدى قياديين في الحزب وكشف عمق الخلافات بين فريق تقوده عقيلة طالباني هيرو إبراهيم أحمد التي ضغطت باتجاه ترشيح كريم، وآخر يتزعمه القياديان كوسرت رسول وبرهم صالح. ونقل بيان ل»الاتحاد الوطني» عن مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للحزب ملا بختيار قوله «بعد يومين من الحوارات لتحديد مرشحنا لمنصب رئيس الجمهورية، قررنا في النهاية ترشيح كل من الدكتور فؤاد معصوم والدكتور برهم أحمد صالح». وأضاف «تم إعلام السيد رئيس إقليم كردستان ورئيس مجلس النواب العراقي بالقرار». فيما تذهب مواقف معظم القوى الكردية وأبرزها حزب بارزاني باتجاه دعم برهم صالح، تجنبا لحصول شرخ في «الموقف الكردي» في بغداد. في المقابل، أعلن كريم رفضه سحب ترشيحه، وأكد في تصريحات إلى فضائية «روداو» المقربة من رئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني أن «عملية طرح الأسماء جرت في غيابي، ولأن المكتب السياسي فشل في اختيار شخصية محددة، واختار مرشحين، ما يعني أن هناك مساحة لطرح أكثر من أسم، لذلك أنا مرشح ولن أنسحب، وسأبلغ ذلك إلى رئيس الإقليم»، وكشف أن «بعض الأشخاص ومن أجل مصالح شخصية وتنافس حزبي، يطلقون ضدي عبارات مسيئة باعتبار أن بارزاني والحزب الديموقراطي يعادونني». وتأتي هذه التطورات بعد يوم من عودة طالباني إلى السليمانية بعد رحلة علاج طويلة قضاها في المانيا، واقتصرت مراسم الاستقبال على أفراد عائلته، بعيدا عن وسائل الإعلام، ونشر الحزب أول من أمس صورة لطالباني هي الأولى منذ عودته وذلك خلال لقائه نائبه كوسرت رسول، كما التقى أمس أعضاء المكتب السياسي. ويعد طالباني الملقب ب«مام جلال» أول رئيس كردي في تاريخ العراق ، وذلك في أول انتخابات شهدتها البلاد عام 2005، لعيد انتخابه 2010 لولاية ثانية وفق اتفاقات أبرمت بين القوى المشاركة في العملية السياسية. وفي سياق آخر أعلنت الكتل في برلمان الإقليم أمس التوصل إلى اتفاق على مشروع قانون لتشكيل «هيئة مستقلة للإنتخابات» في جلسة تعقد اليوم، يسبقها لقاء برئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، وذلك في خطوة دعا إليها بارزاني للمضي في إجراء استفتاء عام لإعلان الدولة الكردية.