تجمعت نشطات مصريات جاوز عددهن 100 مساء الخميس رافعات شعار"الشارع لنا"رداً على اعتداءات تعرض لها أعضاء في الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية"في الشهر الماضي وأصيبت فيها ناشطات وتمزقت ملابسهن وتعرين في الشارع. واشتركت في اجتماع أول من أمس الذي عقد في مقر نقابة الصحافيين في وسط القاهرة، ناشطات في مجال حقوق الانسان وعضوات في حركة"كفاية"وجماعة الإخوان المسلمين وسيدات لا سابقة لهن بالنشاط السياسي استجبن لدعوة وجهتها الناشطات الى مئات النساء جاء فيها"لن نبقى أسرى الخوف في منازلنا.. فالشارع ملك لنا مثلما هو ملك لجميع المصريين". وكان متظاهرو حركة"كفاية"المحتجون يوم الاستفتاء على تعديل دستوري يسمح بانتخاب رئيس الدولة من بين أكثر من مرشح أجري يوم 25 ايار مايو، تعرضوا للضرب والركل وتمزيق الملابس من جانب متظاهرين مؤيدين للحزب الوطني الديموقرطي رفعوا صور الرئيس حسني مبارك ولافتات مؤيدة لترشيحه لفترة رئاسة جديدة ورددوا هتافات ضد معارضيه. ويقول معارضون ان التعديل الدستوري الذي وافق عليه الناخبون يتضمن شروطاً تجعل الانتخاب أقرب الى نظام الاستفتاء السابق. وافتتحت اجتماع أول من أمس الناشطة في مجال حقوق الانسان عايدة سيف الدولة بكلمة قالت فيها"ما جمعنا هو يوم الاربعاء الاسود يوم الاستفتاء الهزلي الذي لم يتحمل فيه النظام بضعة مئات من المعارضين للاستفتاء". وأضافت:"تعرضنا أيضاً لعنف خاص استهدفنا كنساء فتوجه العنف نحو أجسادنا وامتدت الينا أيادي البلطجية في هتك عرض وتحرش جنسي". وحض الرئيس الأميركي جورج بوش الرئيس المصري على التحقيق في الاعتداءات والسماح للمعارضين بالتعبير السلمي عن آرائهم وأن تجرى الانتخابات الرئاسية في أيلول سبتمبر المقبل في حيدة ونزاهة. وقالت مصر ان الاعتداءات مرفوضة وان الاعلام العالمي بالغ فيها. وتجري النيابة العامة تحقيقات في الاعتداءات المنسوبة الى قياديين في الحزب الحاكم ورجال أمن. وبدلاً من جلوس المتحدثات على المنصة في القاعة تحدثن من أمامها وتركنها لثلاث صور لضباط شرطة من بينهم وزير الداخلية حبيب العادلي الذي كتبت على صورته كلمة"أقيلوه"بينما كتبت على كل من الصورتين الاخريين كلمة"حاكموه". وطالبت نقابة الصحافيين التي تعرضت عضوات فيها للاعتداءات باقالة وزير الداخلية. وهددت"كفاية"والنقابة باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية اذا لم يحاكم مرتكبو الاعتداءات. وقالت النشطة ومدرسة العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة رباب مهدي التي كانت من بين من تعرضن للاعتداءات ل"رويترز":"نريد تكوين حركة شعبية نسائية تهدف الى التغيير تضع قضايا النساء في أولوياتها". وقالت النشطة هبة رؤوف التي دعت في الأسبوع الماضي الى تشكيل"رابطة الامهات المصريات"رداً على الاعتداءات:"أهمية ما يحدث هي توسيع الهامش الاجتماعي للعمل السياسي. وأعتقد أن هذا شيء مهم جداً في أي نظام ديموقراطي يتشكل". وأضافت هبة وهي مدرسة مساعدة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة:"أعتقد أن ما سيحدد المستقبل في مصر هو مثل هذه التجمعات". وأسهمت الداعيات الى تشكيل رابطة الأمهات المصريات في تنظيم تظاهرة أمام مبنى نقابة الصحافيين ارتدت خلالها النساء ملابس سوداء الاسبوع الماضي واتشح خلالها مبنى النقابة بالسواد. وقال القيادي في حركة"كفاية"كمال خليل ل"رويترز":"سنشهد في الفترة المقبلة نشوء العديد من الحركات المطالبة بالتغيير سواء في وسط العمال أو الفلاحين أو النساء. ما يحدث اليوم يعتبر اتساعاً لحركة التغيير". وأضاف:"ظهور نساء وبنات مصر في الصفوف الاولى من حركة التغيير أعطاني ثقة بالنجاح". وتأسست حركة"كفاية"في العام الماضي مطالبة بانتهاء حكم الرئيس مبارك الذي انتخب لفترة الرئاسة الأولى عام 1981. وقالت الحركة التي بدأت عضويتها ببضع مئات من النشطين والسياسيين والمثقفين زادت الى بضعة ألوف، انها ضد احتمال توريث الحكم من مبارك الى نجله جمال القيادي البارز في الحزب الوطني، وهو أمر تم نفيه في أكثر من مناسبة.