أصبح يوم « الأربعاء » يحمل مغزى خاصاً لدى الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية » أو هكذا اختارت الحركة بعد الأحداث التي تسببت فيها تصرفات البعض في يوم الخامس والعشرين من مايو الماضي ، اليوم الذي جرى فيه الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور ، والخاصة بطريقة اختيار رئيس الجمهورية لتصبح بالانتخاب بدلا عن الاستفتاء ، وصادف هذا التاريخ يوم الأربعاء أيضا . « كفاية» تريد أن تجعل من هذا اليوم يوما تذكاريا ، ولذلك باتت تختاره يوما لتظاهراتها لتحتفظ بنوع من الزخم لهذه التظاهرات مستغلة الأحداث التي واكبت الاستفتاء حتى لا تضيع من ذاكرة الناس ، وذاكرة وسائل الإعلام الأجنبية التي تعرض بعض العاملات فيها لبعض اعتداءات أربعاء الاستفتاء ، وليبقى دائما لهذه التظاهرات جاذبيتها خشية أن تفقد بريقها بعد أن تم الاستفتاء واختار الشعب التعديل ، رغم كل ما يتردد عن ضعف الإقبال على التصويت ، أو حتى المزاعم عن التزوير في لجنة انتخابية أو أخرى . ولما كانت « كفاية » تدرك أهمية الحفاظ على روح الحراك السياسي الذي تسببت فيه أساسا عبر تظاهراتها ، وان كانت لا تستطيع أن تدعي أنها صاحبة مبادرة الرئيس حسني مبارك إلى تعديل المادة 76 ، أو أنها القوة الوحيدة على الساحة ، فإنها لا تتوانى عن إظهار تأييدها لكل حركة ،أو تجمع جديد يظهر على الساحة السياسية في مصر ، وهكذا كان ترحيبها بالتجمع الوطني للتحول الديمقراطي ، وحضور بعض أعضائها اجتماعه التأسيسي السبت الماضي برئاسة رئيس الوزراء الأسبق عزيز صدقي . وحرصت كفاية كشأنها دائما على الترحيب بهذا التجمع وبكل تجمع لتظهر أنها حركة كبيرة بالفعل ، ولذلك كانت مبادرة الحركة على لسان أمين اسكندر أحد قيادييها للترحيب بالتجمع والتأكيد على التنسيق في مؤتمر مصر الديمقراطي الأول الذي ستعقده الحركة في 23 يونيو الجاري . بل ان المبادرة إلى هذا الإعلان نفسها ربما تكون نتيجة لشعور الحركة بأن هذا التجمع بالذات قد يؤثر على قوتها ، وعلى الأرضية التي اكتسبتها لدى الشارع في الفترة الماضية في ظل ضعف أحزاب المعارضة وغيبتها ، لاسيما وأن التجمع نفسه أعلن عن سعيه لعقد مؤتمر شبيه . وواقع الأمر أن كفاية ورغم ضآلة حجمها من حيث عدد أعضائها ، إلا أنها نجحت خلال الفترة الماضية في طرح نفسها كوعاء لجميع المطالبين بالإصلاح والتغيير ، وهو ما جعل الحركة تتجه إلى توسيع روافدها لتعوض النقص العددي في صفوفها ، فشجعت على قيام الكثير من الحركات التي تعزف على وتر التغيير مثل شباب من أجل التغيير ، وصحافيون من أجل التغيير ، وغيرهما ، وان كانت نقابة الصحافيين انتبهت لذلك ولم تسمح ل« كفاية » بأن تتدخل في تظاهرتها الأربعاء قبل الماضي احتجاجا على تعرض بعض الصحافيات لاعتداءات وتحرشات يوم الاستفتاء ، وهو ما أغضب كفاية في البداية ، إلا أن قياداتها لم تشأ الإفصاح عن ذلك حتى لا يبدو أن هناك رفضا لأسلوب الحركة من جانب فئة مهمة ، إلى جانب رغبتها في الحفاظ على مظلة الحماية الأساسية لها ، والتي تمثلها نقابة الصحافيين التي كانت مقرا لغالبية اجتماعات وتظاهرات كفاية .