علمت"الحياة"أن قوى المعارضة المصرية تدرس تصعيد مظاهر الاحتجاج على ما تعتبره"بطأً في اجراءات الاصلاح السياسي ورفض الحكم استجابة مطالبها بتوسيع الحريات العامة وإلغاء قانون الطوارئ". وفيما ينفذ الاطباء اليوم اعتصاماً أمام المستشفيات احتجاجاً على توقيف عدد من اعضاء نقابتهم، بينهم الدكتور عصام العريان، أعلن تأسيس جماعة جديدة تحمل اسم"اطباء من أجل التغيير"تتبنى الأفكار نفسها التي تتبناها حركات وجماعات أخرى شكلت أخيراً تسعى الى الضغط على الحكم لتحقيق اصلاحات سياسية. ونظمت ناشطات مصريات مساء أول من امس تظاهرة امام مقر نقابة الصحافيين وشاركت في مؤتمر رفع شعار"الشارع لنا"تحدثت فيه عن الاعتداءات على أعضاء في"الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية في 25 آيار مايو الماضي على خلفية الاستفتاء على التعديل الدستوري الذي جرى في ذلك اليوم. وشاركت سيدات من جماعة"الإخوان المسلمين"في المؤتمر مع سيدات أخريات لا علاقة لهن بالعمل السياسي لكنهن اعلن اصرارهن على التصدي لممارسات ضد المرأة المصرية. ونفت مصادر في"الإخوان"أن تكون الجماعة اتخذت قراراً بوقف نشاطها الاحتجاجي تأثراً بالقبض على أكثر من 700 من اعضائها بعد تظاهرات نظمتها الجماعة في محافظات مختلفة في الاسابيع الماضية. وقالت المصادر إن اتصالات يجريها قادة الجماعة مع قوى المعارضة بهدف تأسيس"جبهة وطنية موحدة"للضغط على الحكم ما زالت تجري وستعلن نتائجها قريباً". ودعا مرشد"الإخوان"السيد محمد مهدي عاكف اتباعه الى أن"يقتفوا أثر المجاهدين وأن يظلوا"على قلب رجل واحد". وقال في رسالته الاسبوعية، وفي اشارة الى الموقوفين من قادة وأعضاء الجماعة،"إن هؤلاء الرجال الذين حالت الاسوار بيننا وبينهم يقفون الآن في عزة وفخار يدافعون عن الاصلاح وانهاء القمع والاستبداد ويدفعون ثمن المطالبة بالحرية لكل ابناء مصر من المسلمين وغير المسلمين"، وأضاف"أن الأمة التي رأت جماعة الاخوان المسلمين على مدار ثلاثة أرباع القرن وفهمت مقاصدها وجربت التعامل معها فالتفت حولها وانحازت إليها وانضوت تحت لوائها وحرصت على الدخول فيها، وبهذه الأعداد التي لا ينافسها فيها حزب ولا جمعية ولا هيئة أخرى ألا يعد ذلك شرعية شعبية صادقة لهذه الهيئة الإسلامية الجامعة". وتساءل:"ما معنى التأييد الشعبي وما معني حرية الاختيار الديموقراطية إذاً؟ هل رأيتم يا سادة في عالمنا العربي حزباً أو جماعة أخرى يحتشد أنصارها بهذه الأعداد رغم الإعاقة والمنع والمتابعة والحبس والترهيب والتعذيب مثل ما يحدث مع جماعة الإخوان المسلمين؟". وأكد عاكف قبول"الإخوان"مبدأ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وإطلاق الحريات العامة وحق الشعب في اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة نزيهة. وفي المقابل كشف وزير الداخلية السيد حبيب العادلي أن السلطات حذرت قادة"الإخوان"من أن يتطور نشاط الجماعة الى اشاعة التظاهر والتجمهر في الشارع المصري، مؤكداً أن تطورا كهذا"لا يمثل وسيلة للتعبير وانما تصعيد لنشاط غير شرعي لجماعة محظور نشاطها"، ونقلت صحيفة"الاهرام"عن العادلي امس قوله:"نحن ننفذ القانون والاعتراض على تنفيذ القانون أمر مثير للدهشة وغير منطقي". وتحدث عن جهات سعت الى الخلط بين قرارات صدرت عن النيابة بحبس المتهمين في قضايا"الاخوان"احتياطياً على ذمة التحقيق وبين دعاوى الاعتقال والتعذيب، مؤكداً أن قانون الطوارئ"لم يستخدم إلا بقدر حالات محدودة رغم انه يمثل اجراء قانون خاضع لرقابة القضاء"، ورأى الوزير المصري أن الإخوان"يسيرون في طريق مسدود". واضاف:"هم خارج الشرعية بإصرارهم على الاحتفاظ بتنظيم سري والمطالبة بتشكيل حزب سياسي من منطلق ديني وبالاعتراف بهم كجماعة دينية".