كشف الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ل"الحياة" ان الجبهة الشعبية وهو شخصياً يجريان حوارات مع عدد من الفصائل والشخصيات الديموقراطية واليسارية لتشكيل "نواة للبديل الوطني الديموقراطي اليساري". وقال زعيم الجبهة الشعبية المعتقل منذ ثلاث سنوات في أحد سجون السلطة الفلسطينية في مدينة اريحا تحت رقابة اميركية و بريطانية ان الهدف من الحوارات تشكيل قطب ثالث في المجتمع الفلسطيني له رؤيته الوطنية والديموقراطية السياسية والمجتمعية. واضاف ان الحوار لا يزال مستمراً مع الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب، والاتحاد الديموقراطي الفلسطيني فدا، وجبهة النضال الشعبي، مؤكداً ان الحوار مع المبادرة الوطنية برئاسة مصطفى البرغوثي وصل الى طريق مسدود. وكشف ان الحوار مع المبادرة توقف منذ نحو شهر ونصف بسبب اصرار البرغوثي على ان يكون على رأس قائمة انتخابية، سواء في اطار التحالف الثنائي مع الجبهة الشعبية، او في اطار تحالف أوسع مع عدد من الفصائل اليسارية والديموقراطية. واشار الى ان هناك بعض الخلافات السياسية حول البرنامج السياسي للتحالفات المنوي بناؤها او تشكيلها مع عدد من هذه القوى، وتمحور "حول المنهج السياسي، أي الموقف من المشاريع السياسية المطروحة، وهي امتداد لاتفاق اوسلو ونهجه، ومنها خطة خريطة الطريق". ولفت الى ان المسألة الخلافية الثانية تمثلت في الموقف من السلطة الفلسطينية، مشدداً على ان "من يريد ان يتبنى منهجاً معارضاً للسلطة يجب ان لا يبقى في السلطة، وتحديداً في الحكومة" في اشارة الى حزب الشعب و"فدا" وجبهة النضال التي شاركت وما تزال تشارك في الحكومة الفلسطينية. وقال سعدات ان الحوار مع الجبهة الديموقراطية، التي زاره وفد منها في سجنه قبل ايام وصل الى درجة كبيرة من الاتفاق تصل الى حد التطابق في المواقف السياسية والديموقراطية المجتمعية. واضاف ان الحوار مع حزب الشعب وصل الى درجة أقل من تلك التي وصل اليها مع "الديموقراطية"، وقال: "لم نجد خلافاً نوعياً في الجانب السياسي". واشار الى انه في الجانب الديموقراطي المجتمعي "هناك اصرار على ابراز الطابع اليساري للبرنامج الاتحادي المشترك، بمعنى التركيز على قضايا الطبقة العاملة والتنمية والبطالة وغيرها". وقال ان البرنامج الذي تطرحه "الشعبية" وتطابقت معها "الديموقراطية" حوله يتمثل في التمسك بالثوابت الوطنية، وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل الاشكال والاساليب، ورفض كل المشاريع السياسية ذات المدخل الأمني مثل "خريطة الطريق" والعمل الجاد والبناء لتجسيد وحدة الشعب الفلسطيني من خلال اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتسريع عمل اللجنة المكلفة هذه المهمة، فضلاً عن فصل السلطات وقضايا التنمية. واضاف ان هناك حوارات مع شخصيات سياسية ووطنية اعتبارية امثال بسام الشكعة، رئيس بلدة نابلس السابق الذي فقد ساقيه في محاولة اغتيال نفذها متطرفون يهود قبل نحو 20 عاماً، ووحيد الحمد الله رئيس بلدية عنبتا وغيرهم. واطلق سعدات على هذه الشخصيات اسم "المستقلين القوميين التقدميين"، مشدداً على ان الحوارات التي تجري في رام الله وغزة تهدف الى تشكيل قوائم موحدة للمشاركة في الانتخابات وفقاً لنظامي القائمة الحزبية، والدوائر اللذين يتضمنهما قانون الانتخابات المعدل. واشار الى انه سيتم تشكيل كتلة برلمانية في المجلس التشريعي بعد الانتخابات تضم كل القوى والشخصيات الديموقراطية.