شهدت مراكز لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أمس اقبالاً كبيرا من جانب المرشحين في اليوم الأول لبدء التسجيل لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل. وذكر رئيس اللجنة الدكتور حنا ناصر في مؤتمر صحافي أن عدد المسجلين بلغ في اليوم الأول 128 مرشحاً فيما بلغ عدد القوائم المسجلة ثلاث. والقائمة الأولى التي سجلت هي قائمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة أمينها العام أحمد سعدات المعتقل في سجن فلسطيني في أريحا، ويخضع لحراسة رجال شرطة أميركيين وبريطانيين. وسجلت القائمة باسم الأمين العام السابق ابو علي مصطفى الذي اغتالته اسرائيل في العام الأول للانتفاضة وثأرت له الجبهة باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي، وهي العملية التي اعتقل على إثرها أحمد سعدات وخلية عسكرية للجبهة مؤلفة من أربعة أعضاء. واعلن المتهم بترؤس الخلية عاهد أبو غلمي عن خوض الانتخابات عن دائرة نابلس. اما الكتلة الثانية فهي كتلة المبادرة الوطنية برئاسة أمينها العام الدكتور مصطفى البرغوثي المرشح السابق للرئاسة الذي يتمتع بشخصية مؤثرة. والكتلة الثالثة هي تحالف ثلاث قوى هي الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وحزب"فدا". وترأس القائمة مسؤول الجبهة الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية قيس عبدالكريم وهو عراقي أمضى حياته في الثورة الفلسطينية، وقدم الى البلاد بعد اتفاق"أوسلو". وكان الإقبال الأكبر على التسجيل لخوض الانتخابات في مدينة نابلس التي بلغ عدد المسجلين فيها في الساعة الأولى 15 مرشحاً، بينهم ستة من حركة"حماس". وظهر من بين المسجلين في اليوم الأول بصفة مستقل عدد من قيادات حركة"فتح"الذين، إما لم يخوضوا الانتخابات الداخلية، او خاضوها ولم يحالفهم الحظ، وهو ما ينذر ببداية غير حسنة للحركة التي ستواجه منافسة جادة خصوصاً من جانب حركة"حماس". ومن أبرز هؤلاء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غسان الشكعة. وسيستمر تسجيل المرشحين الذي بدأ أمس حتى الرابع عشر من الشهر الجاري. وتفضل الكتل الكبرى مثل"فتح"و"حماس"تأخير تسجيلها حتى الساعات الأخيرة لتكون بذلك قد استفادت من الوقت المتاح في ترتيب أوضاعها وتسوية مشكلاتها الداخلية. وكانت"فتح"اختتمت أمس انتخاباتها الداخلية بالإعلان عن نتائج انتخابات الدائرتين الأخيرتين اللتين أجريت فيهما الانتخابات وهما الخليل وطولكرم، بعد ان قررت استخدام استطلاعات الرأي لاختيار مرشحيها في المناطق التي فشلت في اجراء الانتخابات فيها مثل الدوائر الخمس التي تشكل قطاع غزة ودائرتي قلقيلية وسلفيت في الضفة. وفاز جبريل الرجوب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي بالموقع الأول في انتخابات"فتح"في الخليل وهي الدائرة الانتخابية الأكبر في الضفة 18 نائباً، وحصل على حوالي 70 في المئة من الأصوات. وفاز في الخليل ايضا كل من: رئيس المجلس التشريعي السابق رفيق النتشة والوزيران السابقان نبيل عمرو وجمال الشوبكي. وفازت سيدة هي الدكتورة سحر القواسمي بموقع متقدم في الكتلة هو الموقع الرابع. وفي تصريح خاص ل"الحياة"وصف الرجوب فوزه ب"فوز لفتح والديمقراطية". وقال:"لقد أشاعت هذه الانتخابات الحياة الديمقراطية في الحركة. انها انجاز كبير لنا بحيث يتمكن كوادرنا واعضاؤنا من اختيار قادتهم وممثليهم. هذا هو النهج الذي يمكن لفتح من خلاله النهوض والنمو والتجدد". وبشأن تأثير ذلك على المنافسة الشديدة المتوقعة مع"حماس"قال الرجوب:" أفترض ان الانتخابات ستمنح أفضلية لمرشحي فتح الذين جرى اختيارهم بالانتخاب". وقد فشلت قوى اليسار في التوصل الى اتفاق لتشكيل كتلة ثالثة بسبب التنازع على حجم التمثيل وحصته وعلى البرنامج. وذكرت مصادر في هذه القوى ان التحالف بين الجبهة الشعبية ومصطفى البرغوثي فشل بعد اصرار البرغوثي على الحصول على الموقع الأول في القائمة وهو الموقع الذي أصرت الشعبية على ان يكون لأمينها العام المعتقل أحمد سعدات. وفشل التحالف بين الجبهتين"الشعبية"و"الديمقراطية"بعد اصرار الديمقراطية على حصة مماثلة لحصة الشعبية في القائمة، وهو ما رفضته الشعبية التي قالت ان استطلاعات الرأي تعطيها ثلاثة أضعاف حجم الديمقراطية. وربما تحصل المفاجأة الأكبر في هذه الانتخابات بقائمة الوسط التي تعمل على تشكيلها شخصيات مستقلة مثل حنان عشراوي وياسر عبد ربه والتي يرجح ان يترأسها وزير المالية المستقيل سلام فياض. وقالت مصادر مقربة من فياض ل"الحياة"انه يدرس عرض المجموعة عليه بأن يترأس القائمة مرجحةً ان يوافق على ذلك في غضون أيام. ويحظى فياض بسمعة رجل الاصلاح في الشارع الفلسطيني وهو ما يعطي كتلته قوة مهمة. وبلغ عدد المسجلين للاقتراع مليوناً وثلاثمئة وخمسين ألفاً وهو ما يشكل 80 في المئة من أصحاب حق الاقتراع في الضفة وغزة من دون القدس التي تواجه السلطة مشكلات كبيرة في اجراء الانتخابات فيها بسبب معارضة اسرائيل لذلك. وقال رئيس لجنة الانتخابات الدكتور حنا ناصر ان اللجنة تترك هذا الموضوع للمستوى السياسي لكنها تعرض اجراء الانتخابات للمدينة في مراكز الأممالمتحدة والمدارس الخاصة. وبشأن مشاركة الأسرى والمعتقلين البالغ عددهم زهاء ثمانية آلآف، قال ناصر ان اللجنة مستعدة للذهاب الى السجون واجراء الاقتراع لكنها تنتظر موافقة اسرائيلية على ذلك. وسجل عدد من الأسرى للمشاركة في الانتخابات كمرشحين، غير ان اسرائيل كانت أعلنت غير مرة رفضها اجراء الانتخابات في السجون. حكومة مقلصة؟ من جهة ثانية أعلن السكرتير العام للحكومة الدكتور سمير حليلة ان رئيس الوزراء احمد قريع يتشاور مع الرئيس بشأن تركيبة حكومته خلال الفترة القليلة المتبقية على اجراء الانتخابات، وذلك بعد استقالة عدد من الوزراء من أجل خوض الانتخابات. واشار الى ان قريع يدرس ابقاء الحكومة مقلصة أو تعبئة المواقع الشاغرة. وتشير مصادر في الحكومة الى ان عدد الوزراء الذين استقالوا والراغبين في الاستقالة لخوض الانتخابات يبلغ سبعة وزراء.