كشف رئيس لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو نجيب النعيمي أن 12 معتقلاً سيطلقون قريباً من غوانتانامو قريباً، من بينهم كويتيون و"ربما" خليجيون آخرون، مشيراً في حديث ل"الحياة" إلى "غياب أي تحرك خليجي للدفاع عن المعتقلين". وقال النعيمي إنه سيكون المستشار القانوني لفريق الدفاع العسكري في المحاكمة المقبلة في المعتقل. وتزامن كلامه مع إعلان البنتاغون عن تشكيل لجنة عسكرية أميركية لتلقي طلبات استرحام من المعتقلين ودراستها بهدف إطلاق من لا يشكل خطراً. وفي الوقت نفسه، نقلت أمهات الروس المفرج عنهم من غوانتانامو أنهم يفضلون هذا المعتقل على السجون الروسية. أبلغ رئيس لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو نجيب النعيمي "الحياة" أمس، أن كويتيين سيكونون من بين 12 معتقلاً سيطلق سراحهم من غوانتانامو قريباً، معرباً عن أمله في أن يكون بينهم خليجيون آخرون. وأشار النعيمي وهو وزير سابق للعدل في قطر إلى أن إطلاق بعض المعتقلين أخيراً ومن بينهم سودانيين أحدهم المصور في قناة الجزيرة سامي الحاج، تم بتوصية من وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد وبموافقة الرئيس جورج بوش. وأكد أنه سيعاد تشكيل لجنة الدفاع عن المعتقلين في مؤتمر صنعاء لحقوق الإنسان في نيسان أبريل المقبل، لينضم محامون جدد إلى عضويتها. وأفاد أن ستة معتقلين سيحاكمون في غوانتانامو من بينهم ثلاثة عرب هم: السوداني أحمد إبراهيم القوصي واليمنيان سالم أحمد سالم وعلي حمزة البهلول المتهم بأنه كان حارساً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كما وجهت إلى الأخير تهمة تصوير لقطات فيديو تحريضية تضمنت مشاهد للبارجة كول، كذلك قيل إنه قام بتركيب أجهزة "ساتلايت" لبن لادن. وقال النعيمي إنه في المحاكمة المقبلة التي توقع أن تجرى في أيار مايو المقبل، سيكون المستشار القانوني لفريق الدفاع الذي يترأسه الكولونيل غن أميركي ويضم ستة محامين عسكريين أميركيين. وأشار إلى توجيه تهمتي "التآمر والقيام بأعمال تخريب ضد أميركا" إلى المعتقلين إبراهيم وعلي حمزة. ورأى أنه "لا يوجد تحرك خليجي للدفاع عن المعتقلين الخليجيين"، مشيراً إلى وجود 12 معتقلاً كويتياً و7 بحرينيين وقطري و150 سعودياً وأكثر من 85 يمنياً. واستبعد أن يحظى المعتقلون بمحاكمة عادلة "لأن الحاكم والقاضي كلاهما من فصيلة واحدة: العسكر الأميركيين". ودعا الحكومات العربية إلى "تفهم أن موضوع المعتقلين هو موضوع إنساني بسبب عدم ثبوت التهم ضدهم". وقال مخاطباً الدول العربية إن"المعتقلين أبناؤكم ويجب أن تعطوهم الحماية الضرورية كمواطنين، والاعتراض على تقديم أي متهم إلى محكمة عسكرية واستخدام الطرق الديبلوماسية للمطالبة بالإفراج عنهم". وأشار إلى أنه ينتظر موافقة وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون للدخول إلى غوانتانامو، بعد موافقة الوزارة على دخول محام اسكوتلندي لأحد المعتقلين. البنتاغون يكلف لجنة بتلقي طلبات استرحام إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية تشكيل لجنة عسكرية خاصة تكلف سنوياً النظر في الطلبات التي يقدمها المعتقلون المتهمون بأنهم "مقاتلون أعداء" للإفراج عنهم. ويسمح ذلك لكل من المعتقلين بتقديم طلب واحد في السنة إلى اللجنة المؤلفة من ثلاثة ضباط، يؤكد فيه أنه لم يعد يشكل تهديداً للولايات المتحدة أو لحلفائها والاثباتات على ذلك. وبعد درس الملف، ترفع اللجنة الطلب إلى مسؤول سياسي مدني، مع توصيتها في هذا الشأن. وأكد البنتاغون أن النظر في الطلبات يبقى من صلاحياته ويمكن أن يعلق في أي وقت. وانتقدت منظمة العفو الدولية هذا المشروع. ورأت أن "هذه اللجنة العسكرية قادرة على وضع توصيات بشأن مخالفات مثيرة للجدل، لكنها لا تشكل آلية مقبولة للبت في مصير رجال معتقلين منذ سنوات من دون تهمة أو محاكمة". وسألت: "أين استقلالية القضاء وحق الاستئناف في كل ذلك؟". وأكد مسؤول في الوزارة أنه سيكون في وسع المعتقلين الاطلاع على المعلومات المقدمة ضدهم، شرط أن تكون ضرورية لتقديم طلباتهم، وألا يتعارض ذلك مع الأمن القومي الأميركي. كما يمكن للمعتقلين استشارة فريق الدفاع العسكري لدى إعداد طلباتهم. وستبلغ البلدان التي ينتمي إليها المعتقلون بإجراءات النظر في الطلبات وكذلك أسرهم التي تطالب بالإفراج عنهم، لتتمكن من تقديم وثائق لدعم طلبهم. المعتقلون الروس يفضلون غوانتانامو! على صعيد آخر، أعلنت موسكو أن الروس السبعة الذين أطلقوا من غوانتانامو الأسبوع الماضي، سينقلون إلى سجون عادية في انتظار محاكمتهم ولن يخضعوا لإجراءات استثنائية كمجرمين خطرين، فيما أعرب أهاليهم عن مخاوفهم من ظروف الاعتقال في السجون الروسية، وذكر بعضهم أنهم تلقوا رسائل من أبنائهم المعتقلين ذكر فيها هؤلاء أنهم كانوا يفضلون البقاء في غوانتانامو على الانتقال إلى معتقلات بلادهم. ولا يزال روسي ثامن في غونتانامو. وأعلنت موسكو أن الأميركيين يواصلون التحقيق معه بعدما تبين أنه كان مرتبطاً في شكل مباشر مع ناشطين في "القاعدة". وأفادت السلطات الروسية أن معتقلي غوانتانامو السابقين، محتجزون حالياً في شمال القوقاز وسينقلون إلى سجون عادية في الأيام العشرة المقبلة و"لن يلقوا معاملة خاصة، بل سيوزعون على غرف احتجاز مثل السجناء العاديين وسيتمكن محاموهم من مقابلتهم، تمهيداً لمثولهم أمام القضاء الروسي لمحاكمتهم بتهم الانضمام إلى تشكيلات إجرامية والتسلل عبر الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أراضي دولة أجنبية". وفي غضون ذلك، تسلمت أمهات اثنين من المحتجزين رسالتين من ولديهما. وقالت فاطمة تيكايفا إن ابنها رسول كودايف أكد لها في الرسالة أنه كان يفضل البقاء في غوانتانامو، إذ "كان يحصل على طعام ومعاملة أفضل هناك". وأشارت نينا أديغوفا والدة رسلان المحتجز في السجن نفسه إلى أن الحقوق الإنسانية التي يتمتع بها معتقلو غوانتانامو أفضل بكثير من ظروف الاحتجاز القاسية في السجون الروسية. وحذرت مديرة مكتب منظمة "هيومان رايتس وتش" في موسكو آنا نيستات في حديث إلى"الحياة" من "خطر جدي" يتهدد المعتقلين السبعة، مشيرة إلى وسائل تعذيب قاسية تستخدم في السجون الروسية من بينها الضرب المبرح والخنق والصدمات الكهربائية، خصوصاً ضد من توجه إليهم تهم مشابهة للمقاتلين الشيشان، لا سيما أنهم من جمهوريات إسلامية في روسيا.