تشهد العاصمة البريطانية يومي الثلثاء والأربعاء المقبل مزادين علنيين كبيرين هما جزء من"أسبوع المزادات الإسلامية"الذي تنظمه دار"سوذبي"للمزادات. يقدم المزاد الأول مجموعة ضخمة من السجاد الشرقي الإسلامي، ويعرض الثاني للبيع مكتبة كاملة تتعلق بكتب السفر والرحلات إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. يقام مزاد كتب الرحلات يوم الثلثاء، والمجموعة المعروضة للبيع تنقسم إلى جزأين: يغطي الأول مناطق عدة من العالم مثل الصين وأفريقيا وروسيا وغيرها. بينما يتناول الثاني، وهو الأكبر، الشرق الأوسط بما فيه مصر وبلاد فارس وصولاً إلى منطقة الهملايا ما عدا الهندوالصين وروسيا. المكتبة موزعة على 306 وحدات، معظمها يضم أكثر من كتاب، وضعت في إطار واحد تسهيلاً لبيعها بحسب الموضوعات التي تتناولها. ولغة المطبوعات في معظمها إنكليزية، ما عدا قسم صغير في لغات أوروبية مختلفة. ومن أبرز الكتب المعروضة،"رحلات سفينة ادفنشر وبيغل": الطبعة الأولى سنة 1839. والكتاب مؤلف من أربعة مجلدات ويسرد اكتشافات داروين في أميركا الجنوبية. ويقدر سعره ب 25 ألف جنيه إسترليني. أما بالنسبة إلى الشرق الأوسط، فهناك كتاب باللغة الفرنسية لرحلات"علي بك العباسي"في أفريقيا وآسيا سنة 1803 - 1807، والحقيقة أن علي بك اسم مستعار لرحالة إسباني يدعى باديا ليبليش الذي تنكر بالزي العربي بصفته عميلاً للحكومة الاسبانية قبل رحلته في المنطقة. يقدر سعر هذا الكتاب بسبعة آلاف جنيه إسترليني. وهناك كتاب آخر بالفرنسية، مؤلف من خمسة مجلدات، يسرد اكتشافات الفرنسي بول اميل بوتا في شمال بلاد ما بين النهرين نينوى العام 1843، والكتاب معروض للبيع بپ15 ألف جنيه إسترليني. ومن المتوقع أن يحقق كتاب جون لويس بوركهارت أكثر من أربعة آلاف جنيه إسترليني. ويتحدث الكتاب عن رحلة قام بها بوركهارت المتنكر بالزي العربي إلى الحجاز العام 1814. والأمر سيان بالنسبة إلى رحلة قام بها سير ريتشارد فرانسيس بورتون إلى مكة والمدينة في العام 1853. ويقدر سعر الكتاب المكوّن من ثلاثة مجلدات بستة آلاف جنيه إسترليني. ومن أهم معروضات المزاد، كتاب يتألف من ثلاثة مجلدات: اثنان يضمان النص والثالث الأطلس المصور، وهو من تأليف سنوك هورغرونييه الذي أقام في الجزيرة العربية بين 1884 وپ1885 ثم أصدر عمله القيم بين عامي 1888 - 1889 والذي يضم بعضاً من الصور النادرة لمكة والمدينة. ويقدر سعر هذه المجموعة بپ25 ألف جنيه إسترليني. عالم السجاد أما عشاق السجاد الشرقي الإسلامي النادر، فهم على موعد شيّق يوم الأربعاء مع مئات القطع الفنية الآتية من أنحاء العالم الإسلامي: من المغرب وصولاً إلى تخوم الصين. تتراوح أسعارها بين مئات الجنيهات وستين ألف جنيه إسترليني. والقطع المعروضة للبيع تتفاوت في تواريخها ومدارسها الفنية، لكنها جميعاً تعكس الحرفية العريقة التي اكتسبها حائكو السجاد المسلمون على مدى القرون الماضية. وما يلفت الانتباه هو تلك الزخارف التي تعتمد على الوعي الفطري للبيئة المحيطة بالفنان، لكن بعضها الآخر يقوم على تخطيط وتصميم واعيين بالغاية النهائية من صنع هذه السجادة أو تلك. وتختلف الأحجام كذلك، فهناك مصليات عادية غير أنها تتضمن معظم الموتيفات التي ما زالت تستعمل حتى اليوم في تصميم المصليات. ومن جهة أخرى هناك سجادات ذات مساحات واسعة يمكن أن تغطي صالونات حديثة من دون أن تفقد طابعها الكلاسيكي العريق.