يبدأ في 11 تشرين الأول أكتوبر المقبل أسبوع المزادات الذي تنظمه دار"سوذبي"في لندن ويغطي مجموعة من الفعاليات تتناول مزاد الفنون الإسلامية ومزاد السجاد ومزاد كتب الرحلات إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وغيرها. وهي نشاطات نصف سنوية أصبحت تشكل نقطة جذب أساسية لجامعي التحف والفنون الإسلامية من كل أنحاء العالم. ويعتبر مزاد الفنون الإسلامية، أو الفنون من العالم الإسلامي، الذي يقام في الثاني عشر من الشهر المقبل واحداً من أبرز المناسبات التي تشهد عرض مجموعات قيمة ونادرة من الأعمال الفنية التي تغطي أنحاء الدولة الإسلامية في مختلف عصورها. وبعض المعروضات يظهر للمرة الأولى في مثل هذه المزادات. القطع المعروضة للبيع تشمل مخطوطات قرآنية وأدبية، أعمالاً فنية نحاسية وبرونزية، قطع حلي ومجوهرات، تحفاً خشبية وعاجية وغيرها. وتراوح أسعارها بين ألف جنيه و120 ألف جنيه إسترليني، لكن من المتوقع أن يحقق عدد منها أسعاراً تفوق بكثير التقديرات المطروحة. ومن أهم المخطوطات المعروضة في هذا المزاد، واحدة للشاعر الفارسي نظامي تتألف من 359 صفحة مزخرفة ومذهبة، ويعتقد بأنها وضعت في ولاية الشاه عباس الأول الصفوي. وقد نسخها الخطاط محمود الشيرازي بحدود 1590 - 1630 في شيراز أو اصفهان. ويقدر سعرها بثمانين ألف جنيه. وكل صفحة تحتوي على عشرين سطراً بخط النستعليق. واستخدمت الألوان، خصوصاً الذهبي، في الزخارف والمنمنمات الكثيرة التي تزين صفحات المخطوطة وهوامش الصفحات. وتدل روعة الزخارف وغناها بالألوان الى أن المخطوطة صنعت لشخصية بارزة في البلاط الإمبراطوري. وهناك أيضاً لوحة تمثل أميراً هندياً يجلس إلى عدد من مشايخ الطرق الصوفية، ويعود تاريخها إلى العام 1635. التوقيع عليها يحمل اسم محمد حسين الكشميري، ويقدر سعرها بسبعين ألف جنيه إسترليني. والأمير في الصورة هو دارا شيكوه 1615-1659، ابن شاه جهان وممتاز محل. وهؤلاء من الملوك المغول المسلمين الذين شجعوا في تلك الفترة النشاطات الأدبية والفنية في أنحاء شبه القارة الهندية. ويحتوي المزاد أيضاً على صحن خزفي ملّون بالأبيض والأزرق، يعود إلى العصر الصفوي في بلاد فارس القرن السابع عشر، ويقدر سعره ب25 ألف جنيه إسترليني. وأبرز ما يلفت النظر في هذا الصحن حجمه الكبير، إذ يبلغ محيطه نحو نصف متر تقريباً. وهذا الصحن يستوحي نماذج الخزف الصيني التي كانت معروفة في القرن الخامس عشر. ويعتقد الخبراء أنه من أقدم ما وصل إلينا من المرحلة الصفوية في مطلع القرن السابع عشر، ولا يعرف مثيل له إلا في متحف فكتوريا وألبرت في لندن. وتتواصل رحلة المزاد مع الخزف، لنصل إلى صحن آخر مزخرف بالعنب وأوراق الكرمة وغيرها من الأشغال اليدوية النباتية، وهو من صنع أزنيك في تركيا ويعود إلى مطلع القرن السادس عشر، ويقدر سعره بتسعين ألف جنيه إسترليني. ومع أن الزخارف مستوحاة من نماذج صينية تعود إلى مطلع القرن الخامس عشر، إلا أن هذا الصحن يعكس التقدم التقني والفني الذي بلغه خزافو أزنيك في تلك المرحلة. وأخيراً هناك مجموعة متكاملة من البلاط المزخرف مؤلفة من اثنتي عشرة قطعة، مصنوعة في أزنيك وتعود إلى أواسط القرن السادس عشر ويقدر سعرها بمئة وعشرين ألف جنيه إسترليني. وما يلفت الانتباه في تلك الزخرفات، الألوان المتنوعة التي استخدمت على خلفية من البياض النقي. ويقول الخبراء إنه يوجد في العالم نموذجان فقط يحتويان مثل هذه الزخارف.