دق تجار عراقيون كثيرون ناقوس الخطر خوفاً من نهاية مأسوية تنتهي إليها سوق الشورجة التجارية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، إذا ما تكررت الحرائق فيها، في اشارة إلى حريقين حصلا خلال شهور قليلة. وأكدوا ان هذه السوق التاريخية التي تخترقها ثلاثة شوارع رئيسة وسط بغداد، تتهددها مخاطر كثيرة حالياً. وطبيعة شوارعها العتيقة وأزقتها وخاناتها ومخازنها لم تعد تصمد أمام أي حادث تتعرض له بقعة فيها، في ظل افتقار السلطات المعنية لأية امكانات ومستلزمات تمكنها من السيطرة عليه مبكراً والصعوبات التي تبرز جراء طبيعة المنطقة المزدحمة التي تعرقل جهود الإغاثة. وعمارة الكناني المطلة على شارع الجمهورية والتي تنتصب وسط الشورجة القديمة، التهمها الحريق ليل الأربعاء الماضي، لم تصلها الاغاثة إلا صباح اليوم التالي ما زاد من تحميل التجار الحكومة، المسؤولية في عدم اتخاذ ما يلزم من اجراءات وقائية بعد حادثي حريق التهم أولهما عمارة القادسية والثاني السوق العربية خلال فترة قصيرة. كما أنحى تجار السوق باللائمة على الجهات المعنية لأنها لم تستطع أن تضع آلية لنشاط سوق الشورجة يسمح لها بأن تتحول إلى تجارة المفرق فقط، فيما يتم تخصيص أماكن لتجارة الجملة تتوافر فيها كل المتطلبات اللازمة للخزن، مع اهمية توافر عنصر التأمين على البضاعة. ويقولون ان معالجة وضع منطقة سوق الشورجة من شأنها انقاذ أكبر وأعرق سوق تجارية من نهاية مأسوية قد تشمل قطاعاً واسعاً من التجار العراقيين يعملون في اختصاصات كثيرة متوزعة في شوارع الشورجة وأزقتها. ويقدر تجار الشورجة حجم الخسارة التي تكبدتها طبقات ومخازن ومحال عمارة الكناني بأكثر من 100 مليون دولار هي قيمة الأقمشة والسجاد ومواد أولية صناعية يمتلكها تجار العمارة وأتت عليها النيران خلال ساعات قليلة. ويتضامن مازن مكية رئيس مجلس محافظة بغداد مع الدعوة الخاصة بوضع آليات تنظم أساليب خزن السلع والبضائع في أماكن ملائمة حرصاً على ممتلكات وأموال التجار. وعلى رغم انه يشير إلى احتمال حدوث فعل متعمد للحريق، إلا انه يشدد على ضرورة اختيار مواقع جديدة للخزن بعيدة من مواقع الشورجة الحالية وتجعلها بعيدة من أية نيات شريرة، ويحول الشورجة إلى تجارة المفرق. ويلفت التاجر أحمد الصافي إلى ان الدعوة لانقاذ الشورجة من أية احتمالات تعرضها إلى حوادث حرائق أوسع وأكبر ترتبط بهدف الحفاظ على الاقتصاد العراقي الذي تشكل الشورجة احدى دعائمه كونها تتعامل يومياً بملايين الدولارات هي حصة تعاملات السوق التجارية. وهذا ما يجعلها، إلى جانب كونها جزءاً من ذاكرة العراقيين، امتداداً لتجارة تشكل فيها رؤوس الأموال الوطنية نصيباً مهماً، فيما أبدى رؤوف أحمد تخوفه من أن تكون لهذه الحرائق المتكررة صلة بنيات عصابات تتربص شراً بالاقتصاد الوطني، خصوصاً ان"الشورجة"تبعد عن البنك المركزي ومصارف عدة أمتاراً قليلة.