تعيش الساحة الكروية التونسية الأيام الأخيرة للموسم الحالي في مسابقات الدوري والكأس... موسم لم يكن كسابقة من حيث المنافسة على اللعب أو على البقاء في دوري الدرجة الأولى... موسم تنافست فيه الفرق الكبرى على اللقب لفترة طويلة، وهي النجم والصفاقسي والأفريقي والترجي. وكنا حتى الجولة قبل الأخيرة غير متأكدين من الفريق الذي سيكسب لقب البطولة، على رغم أن النجم المتصدر يتقدم بثلاث نقاط عن منافسه المباشر الصفاقسي قبل جولتين من نهاية البطولة... ولذلك الأمر بالنسبة إلى كأس تونس حيث كانت مباراة الترجي والأفريقي في الدور نصف النهائي هي المؤشر للفريق الذي سيكسب الكأس منطقياً. لكن وخلال أسبوع وبمباراتين فقط وضحت الأمور... ولعب الأفريقي الدور الرئيسي في ذلك. هديتا الأفريقي خسر الأفريقي مباراته الأولى في الدور نصف النهائي لكأس تونس 4- صفر ضد الترجي، وتأهل الترجي للدور النهائي ليلاقي ترجياً آخر هو ترجي جرجيس العاشرفي لائحة الترتيب ومنطقياً فالكأس ستعود للترجي، الرابع في بطولة الدوري، باعتبار عدم تكافؤ موازين القوة بين الفريقين، وهكذا يدم الأفريقي الكأس للترجي على طبق من ذهب، وما على الترجي سوى اللعب بمستوى أدائه المعهود في النهائي ليفوز بالكأس، هذه الهدية تلتها مباشرة هدية أخرى يقدمها لمصلحة النادي الصفاقسي. ففي مباراة الجولة قبل الأخيرة يوم الجمعة التقى الأفريقي الثالث في بطولة الدوري بالنجم المتصدر، وكان النجم المتقدم بثلاث نقاط على الصفاقسي مطالباً بالفوز حتى يضمن لنفسه الفوز ببطولة الدوري، إذ لم يتبق له سوى مباراة واحدة ضد نجم ملط الوادي والكرم ولا تعتبر هذه المباراة صعبة بالنسبة إليه. وكان فوز النجم منتظراً باعتبار الضعف الذي أظهره الأفريقي في مباراته السابقة ضد الترجي وخروجه من مسابقة الكأس، وبالتالي كانت نفسية اللاعبين هشة، وأدى الخروج من الكأس بإدارة النادي إلى إقصاء عدد من اللاعبين الأساسيين عن الفريق الأول. كل هذه العوامل كانت تصب لمصلحة النجم، ولكن الأفريقي الذي تحول إلى الاعتماد على الشبان في هذه المباراة مثل المدافعين الهيشري والزعلان والعتزاني ولاعب الوسط ربيع والمهاجم محمد الحاج ظهر على غير الصورة التي كان عليها في الأسبوع السابق ولعب الند للند أمام النجم بكامل عناصره الأساسية وبقيادة زبير بية في الوسط وتراوري في الهجوم. وتمكن من الصمود كامل المباراة حتى حصوله على ركلة جزاء صحيحة حولها القيراني إلى هدف كان هو الهدف الذي حرم النجم من نقاط الفوز وبالتالي أصبح مهدداً من منافسه المباشر الصفاقسي الذي لا يعتقد أنه سيرفض هذه الهدية. الصفاقسي في ثوب البطل كل الملاحظين هنا ألبسوا الصفاقسي ثوب البطل قبل الأوان. والسبب الأول أن النجم له 55 نقطة وما زالت له مباراة واحدة والصفاقسي تنقصه مباراتان وله 52 نقطة. وهذا يعني أن الصفاقسي في حال فوزه في المباراتين وفوز النجم في مباراته الأخيرة سيتصدر لائحة الترتيب مع النجم بعدد النقاط نفسه، وفي هذه الحال تفرض لوائح الاتحاد التونسي لكرة القدم العودة إلى حصيلة نتيجتي المباراتين بين الفريقين مباراة الذهاب ومباراة العودة. والحصيلة هي من مصلحة الصفاقسي الذي تعادل مع النجم في الذهاب وفاز عليه 3 - صفر في الإياب. أما السبب الثاني فيعود إلى"الفورمة"التي عليها لاعبو الصفاقسي حالياً، فبعد فوزهم على الأهلي السعودي 3 - صفر في جدة، وبالتالي تأهلهم لنهائي البطولة العربية للمرة الثانية، فلا بد من ألاّ يفرطوا في الهدية التي قدمها لهم الأفريقي، وبالتالي ليس من الصعب على الصفاقسي الفوز على البنزرتي السابع في لائحة الترتيب، وعلى الأولمبي البامي الأخير الذي هبط فعلاً إلى دوري الدرجة الثانية. ثم إن ميزان القوى في هاتين المباراتين سيرجح الصفاقسي حتماً.