سيكون ملعب رادس بالعاصمة تونس اليوم السبت مسرحاً لمواجهة الترجي التونسي والأهلي المصري في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم الذي يديره الحكم المغربي الدولي بوشعيب الأحرش. وتتشابه ظروف مباراة اليوم مع المباراة ذاتها في نسخة 2006 عندما كان يبحث بطل مصر عن الفوز بأية نتيجة أو التعادل بأكثر من هدف لتحقيق اللقب القاري على حساب ضيفه الصفاقسي التونسي بعد تعادلهما بالقاهرة (1-1) وتمكن نجم الفريق الأحمر محمد أبوتريكة من تسجيل هدف أسطوري قبل نهاية اللقاء بدقائق ليعود بالكأس إلى القاهرة. وشاء الله أن يحقق الأهلي نتيجة الذهاب ذاتها أمام الترجي في نسخة البطولة الحالية على ملعب برج العرب بالإسكندرية، ما يعني أنه مطالب بتحقيق الإنجاز ذاته على ملعب رادس، ولكن تبدو فرصته صعبة لشراسة الخصم وخبرته، إذ يكفي بطل تونس التعادل السلبي للحفاظ على لقبه القاري، وسيحتكم الفريقان لركلات الترجيح في حال انتهاء اللقاء بالتعادل الايجابي (1-1). يذكر انها المرة الثالثة على التوالي التي يبلغ فيها الترجي الدور النهائي والسادسة في تاريخه (خسر نهائي 1999 و2000 و2010)، في حين انها المرة التاسعة التي يبلغ فيها الاهلي الدور النهائي للمسابقة القارية والاولى منذ 2008 بعد ان خرج في 2009 من الدور الثالث على يد كانو بيلارز النيجيري، وفي 2010 من نصف النهائي على يد الترجي التونسي وفي 2011 من الدور ربع النهائي. وهي المرة الثانية على التوالي التي يكون فيها النهائي عربياً مئة في المئة بعدما توج الترجي على حساب الوداد البيضاوي المغربي الموسم الماضي، والعاشرة في تاريخ المسابقة بينها 5 مرات بين اندية تونسية ومصرية بعد الترجي والزمالك عام 1994 (صفر-صفر في القاهرة و3-1 في تونس) والاهلي والنجم الساحلي عامي 2005 (صفر-صفر في سوسة و3-صفر في القاهرة) و2007 (صفر-صفر في سوسة و1-3 في القاهرة) والاهلي والصفاقسي عام 2006 (صفر-صفر في القاهرة و1-صفر في رادس). والتقى الفريقان 11 مرة حتى الان في المسابقة القارية، وكان الفوز حليف الترجي 3 مرات في مقابل مرتين للاهلي و6 تعادلات. وكانت بداية مواجهات الفريقين في الدور ثمن النهائي لمسابقة بطولة أفريقيا للاندية البطلة (المسمى القديم لدوري أبطال أفريقيا) عام 1990 إذ تعادلا ذهاباً وإياباً وفاز الترجي بركلات الترجيح. وبعد غياب 11 عاماً تكررت المواجهة بين الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، وتعادلا في القاهرة من دون أهداف وفي تونس بهدف لكل منهما، ليثأر الأهلي من الترجي لتسجيله خارج القواعد. والتقى الفريقان مرة أخرى في دور المجموعات عام 2007، وفاز الأهلي 3-صفر بالقاهرة، ورد الترجي 1-صفر في مباراة الإياب التي لم تكن مؤثرة للطرفين، إذ تصدر الأهلي المجموعة في حين ودع الترجي البطولة. وتجددت المواجهة بين الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2010، وفاز الأهلي 2-1 في القاهرة، ورد الترجي 1-صفر في تونس، وتأهل الى الدور النهائي إذ خسره امام مازيمبي الكونغولي الديموقراطي. من جانبه، صرح المدير الفني للأهلي حسام البدري عقب وصول تونس بأن فريقه لن يتأثر بغياب أي لاعب، مطالباً لاعبي الفريقين بأن يكونوا على قدر المسؤولية لعباً وسلوكاً بوصفهما يمثلان أكبر الأندية العربية والافريقية. مضيفاً: «التعادل في الذهاب غير مؤثر، وندرك جيداً صعوبة المباراة، لذا جئنا من أجل الفوز». وتابع: «نركز فقط في مواجهة اليوم الكبرى، ومباراة رادس 2006 مجرد تاريخ وصعب أن تتكرر بالسيناريو ذاته». والتقى البدري اللاعبين أمس بعد انتهاء التدريب الأساسي على ملعب رادس، وطالبهم بضرورة استغلال خبراتهم في تخطي عقبة الترجي، والظفر باللقب القاري السابع لإهدائه إلى ضحايا مذبحة إستاد بورسعيد. وكان البدري أصر على إجراء تدريب عصر أول من أمس عقب وصول الفريق مباشرة إلى تونس. وذكر الأهلي عبر موقعه الإلكتروني أن البدري رفض منح اللاعبين راحة من عناء السفر، واختار التدريب للحفاظ على المعدل اللياقي. واستقر المدير الفني على شريف إكرامي في حراسة المرمى، وكل من وائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد فتحي في الدفاع، وحسام غالي وحسام عاشور ومحمد أبوتريكة وعبدالله السعيد في الوسط ومحمد ناجي «جدو» في الهجوم. ويحتفظ البدري بكتيبة من النجوم على مقاعد البدلاء للدفع بهم بحسب مقتضيات اللقاء، وأبرزهم محمد بركات وعماد متعب. في المقابل، يخوض الترجي اللقاء من دون العديد من ركائزه، وفي مقدمهم هاريسون افول وسامح الدربالي للإيقاف، ومجدي تراوري للإصابة. وشدد المدير الفني نبيل معلول على أن التاريخ في انتظار هذا الجيل حال فوزه بالبطولة، إذ سيكون الترجي سيكون أول فريق تونسي يفوز باللقب مرتين متتاليتين، مطالباً اللاعبين باستغلال الحضور الجماهيري الكبير المتوقع. واتضح من التدريبات الأخيرة للترجي أن معلول سيلعب بخطة متزنة بين الهجوم والدفاع خوفاً من اللجوء إلى الدفاع ثم تقبل شباكه هدفاً في وقت متأخر يقضي به الأهلي على أحلام في الفوز بالبطولة مثلما حدث أمام الصفاقسي عام 2006. ومن المتوقع ان لا يخرج تشكيل بطل تونس عن معز بن شريفيه في حراسة المرمى، ويلعب محمد بن عمر ووليد الهيشري ومحمد بن منصور وخليل شمام في الدفاع، وحسين الراقد وخالد المويلهي وكريم العواضي وايهاب المساكني ويوسف البلايلي في الوسط، والكاميروني نيانغ في الهجوم. من جهته، نفى المدير الرياضي للترجي التونسي رياض بن بنور ما يشاع عن أن فريقه يروج أخباراً مغلوطة بشأن إصابات لاعبيه للتأثير على استعدادات الأهلي.