اختار الكاتب البحريني خالد البسام الفترة بين 1917 و1948 مادة لكتابه الجديد "كلنا فداك ? البحرين والقضية الفلسطينية"، وأسباب الاختيار متعددة، وأهمها ان هذه الفترة أكثر السنوات جهلاً في التاريخ المعاصر حول الكفاح والتضامن بين الشعبين البحرينيوالفلسطيني". يروي الكاتب في البداية، قصة اقتراح مثير تقدم به طبيب روسي يهودي مقيم في باريس اسمه "م ل 0روششتاين" في الثاني من أيلول سبتمبر 1917 إلى وزارة الخارجية البريطانية، من طريق السفير البريطاني في فرنسا، يطلب فيه إنشاء دولة يهودية في البحرينوالأحساء. وذكر روششتاين في اقتراحه ان عرضه ربما بدا وهمياً "لكنه سرعان ما فقد صفة الوهمية عندما وصلت الآلاف الأولى من الفرقة اليهودية"، قبل أن يشير إلى انه سيعمل على تجميع قوة يهودية مقاتلة تتألف من 120 ألف رجل. وفي تفاصيل اقتراحه ان الأحساء عدا الكويت، ستصبح دولة يهودية بمساعدة تلك الفرقة لدى وصول 30 ألف رجل، يدربون ويجهزون في مكان تمركزهم جزيرة البحرين، على أن يتولى روششتاين مهمة الإدارة العليا للعملية، وله الحق في طلب مساعدة رجال من ذوي الخبرة من انكلترا ودول الحلفاء لضمان مصالح "الأمة اليهودية"، واشترط السرية التامة للعملية حتى لحظة غزو الأحساءوالبحرين. وبعد مناقشات ومداولات طويلة ردت الحكومة البريطانية على الاقتراح في 15 تشرين الأول أكتوبر 1917، قائلة ان هناك أسباباً خاصة تجعل من اختيار مواقع تمركز الفرق اليهودية والإقامة النهائية للدولة اليهودية المقترحة "غير ملائمة تماماً". ومع ان البحرين وشعبها، بحسب قول البسام، تخلصوا من كارثة كبرى بالاعتذار البريطاني عن تأسيس دولة يهودية في البحرينوالأحساء، ألا ان البحرين شعرت ومنذ فترة مبكرة بأن الاعتذار لن يعفيها من واجبها القومي، وهكذا راح البحرينيون... يعون القضية الفلسطينية وخطورتها، وعرفوا قبل غيرهم ضرورة دعم الكفاح الفلسطيني منذ إطلاق وعد بلفور. ويعرض الكتاب لمساعدات البحرينيين المالية وبياناتهم السياسية وتظاهراتهم المنددة باحتلال فلسطين بما في ذلك الأنشطة المدرسية. ولكن كان من اللافت صدور بيانات سرية تدعو البحرينيين إلى مقاطعة التجار اليهود، بيد ان "الجالية الإسرائيلية في البحرين" أصدرت بيانا مهماً، أعلنت فيه تضامنها مع الفلسطينيين ورفضها للصهيونية، ووقوفها مع بقاء فلسطين عربية. وقال البسام ان "الوطنيين شنوا حملات ناجحة ضد التجار اليهود الموالين للانكليز في البحرين، وظهرت ملصقات في أسواق المنامة تدعو الى مقاطعة محلاتهم وبضائعهم، واستمرت الحملة حتى بداية السبعينات".