كشفت المكتبة البريطانية عن رسالة تفيد أنه قبل شهر من وعد بلفور الشهير، رفض اللورد آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني السابق، مقترحاً لإرسال قوة عسكرية لإقامة دولة يهودية في شرق السعودية، وبالتحديد في الأحساء . وفي التفاصيل، نقل موقع "المصدر" الإسرائيلي، الناطق باللغة العربية، أن سفير بريطانيا في فرنسا، اللورد فرانسيس بيرتي، في 12 أيلول 1917م تلقى رسالة تحتوي على طلب خاص من الدكتور م. ل روتشتاين، وهو طبيب يهودي- روسي يقيم في باريس، يطلب من بريطانيا مساعدته على إقامة دولة يهودية، وقد طلب عملياً في هذه الرسالة من السلطات البريطانية إرسال قوات عسكرية للاستيلاء على "الأحساء"؛ بهدف "إقامة دولة يهودية في الخليج العربي".
وتم الكشف عن هذه الرسالة، التي كتبت باللغة الفرنسية، الأسبوع الماضي، في مدونة المكتبة البريطانية، والتي قال الدكتور م.ل روتشتاين في محتواها: "أتعهد بأن أجمع في الربيع القادم قوة يهودية مقاتلة مكونة من 120 ألف رجل قوي"، والتي كان من المفترض أن تنضم هذه القوة إلى القوات البريطانية والاستيلاء على الأراضي الجديدة، التي ستقام عليها الدولة اليهودية بموجب المخطط، وأنه بعد تجمع ال 30 ألف مقاتل الأوائل في البحرين، سيُشن هجوم سريع ينتهي به المطاف إلى الاستيلاء على الأحساء وتحويلها إلى "دولة يهودية"، إلا أن هذا المشروع لم يتم طرحه للنقاش في البلاط الملكي البريطاني، أو في مكاتبها التابعة لوزارة الخارجية بتاتاً .
ونقل مقترح روتشتاين إلى وزير الخارجية البريطاني، آرثر جيمس بلفور، الذي قرر بدوره رفضه جملة وتفصيلاً، وقام سكرتير بلفور في 3 تشرين الأول عام 1917م بإرسال رسالة في هذا الشأن إلى السفير البريطاني في فرنسا، وطلب منه أن ينقل إلى روتشتاين أن "حكومة صاحب الجلالة تأسف؛ لأنها لا تستطيع الاستجابة لهذا العرض."
ولم تكن خطة روتشتاين الداعية إلى إقامة وطن يهودي خارج أراضي فلسطين، هي الوحيدة التي تم رفضها فقد تم، كما هو معروف، اقتراح أوغندا والأرجنتين وروسيا وقبرص كأهداف لإقامة الدولة اليهودية.
وبعد شهر من رفض بريطانيا لمقترح روتشتاين الغريب، أصدر بلفور وعده الشهير "2 تشرين الثاني1917م" بشأن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في "فلسطين"، وكان منح وعد بلفور بمثابة إنجاز سياسي غير مسبوق للحركة الصهيونية، بأن تقوم عملياً قوة عظمى عالمية، مثل المملكة المتحدة، على رعاية الحركة الصهيونية ومساعدتها على تحقيق هدفها الرئيس.