أكدت اوساط وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ان الرئيس الاميركي جورج بوش استمع بانتباه خلال لقائه معه في واشنطن، الى التقويم الفرنسي للأوضاع في لبنان، مؤكداً لبارنييه انه ينبه دائماً مستشار الأمن القومي ستيف هادلي ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس الى ضرورة"البقاء على اتصال مع الفرنسيين للتأكد من ان هناك توافقاً في تقويم الاوضاع بالنسبة الى سورية ولبنان". وقالت الاوساط ان منذ لقاء بوش مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بروكسيل في 21 شباط فبراير الماضي، حيث تناولا مفصلاً موضوع سورية ولبنان تبين للرئيس الاميركي ان من المهم الاستماع للتقويم الفرنسي. وذكرت ان بارنييه لم يجد ان محاوريه الأميركيين يتحركون استناداً الى ذهنية تغيير النظام ولم يعبروا عن أي موقف قطعي بهذا المعنى، على رغم ان بوش قال لبارنييه انه يرى ان الرئيس السوري بشار الاسد اضعف جراء ما حصل في لبنان. وأضافت ان الجانبين الفرنسي والاميركي بحثا في كيفية الضغط على سورية لتتحرك بالمزيد من الايجابية على صعيد عدد من المواضيع مثل الارهاب والعراق. وتابعت ان الجانب الاميركي اكد انه وجه رسائل متشددة للسوريين ولم يحصل على ما يريده، لكنه لم يعط الانطباع بأن لديه استراتيجية او تحركاً معيناً بالنسبة الى سورية. وأشارت اوساط الوزير الفرنسي الى ان رسالة بارنييه خلال محادثاته مع المسؤولين الاميركيين ركزت على ان الاولوية ينبغي ان تكون لموضوع لبنان والمرحلة الانتقالية التي يشهدها، وضرورة دعم السلطات اللبنانية التي ستنبثق من الانتخابات، ودعم الوضع الاقتصادي ومساعدة الجيش وقوى الامن على اعادة هيكلة اجهزتها. وبالنسبة الى"حزب الله"قالت الاوساط انه لم يجر التطرق بالتفصيل لهذا الموضوع، وان الخارجية الاميركية لم تركز في شكل حازم على هذه المسألة على رغم ان الجانب الاميركي رغب في اطار مشروع البيان الاميركي ? الفرنسي، ان يشار الى موضوع"حزب الله"بوضوح في حين ان الجانب الفرنسي فضل الاشارة الى القرار الرقم 1559 وهو ما وافق عليه الجانب الاميركي. وذكرت ان بارنييه اكد ضرورة الاخذ بآراء دول المنطقة في ما يتعلق بالملف اللبناني وتجنب ان تكون هناك مواقف قاطعة على هذا الصعيد. ونفت اوساط بارنييه ان يكون الوزير الفرنسي بحث مع المسؤولين الاميركيين، فرض عقوبات اقتصادية على سورية، مؤكداً انه ناقش فقط الوسائل الكفيلة بحمل سورية على التحرك ايجاباً على اكثر من موضوع مطلوب منها. وفي ما يتعلق بايران، قالت الاوساط ان بوش اكد انه يدعم النهج الاوروبي حيالها، ولكن مع ضوابط، وانه حالياً يترك المبادرة الاوروبية تأخذ مجراها. وأضافت ان التباين الاميركي - الفرنسي، يتناول مسيرة السلام الفلسطينية - الاسرائيلية، اذ ان الجانب الاميركي يعلق كل اهتمامه على الانسحاب الاسرائيلي من غزة في حين ان الجانب الفرنسي يرى انها خطوة غير كافية ينبغي ان يتبعها خطوات اخرى في اطار"خريطة الطريق".