هل سيأتي يوم تكون الكتابة عن العراق مختلفة؟ شعراً عن دجلة والفرات من دون شجن. غزلاً في بنات السماوة وأربيل من دون آهات. كان حلماً قريباً، قاب قوسين، حين سقط النظام البعثي قبل عامين. بعيداً من الطريقة التي تم بها"تحرير"العراق، تنفس الملايين فيه الصعداء حين رأوا نهاية الكابوس وسقوط التمثال. صفحة جديدة أوشكت تفتح يكون فيه الشعر غير الشعر والغزل غير الغزل. شعر يطوي آهات السياب وبكائيات مظفر النواب. كلمات حب"فرائحية"ستولد، تزرع الورد والياسمين على القبور الجماعية. لكن الرثاء والآه قدر بلاد الرافدين. قتلت الفرحة قبل أن تولد. وأدتها الجاهلية الجديدة بسياراتها المفخخة وكتائب الانتحاريين وعصابات التكفير. جيش ابن زياد يعيق خلق نفسه في العراق. أغير الرثاء يليق؟ ليس هذا كل القصة. فمن المرجح أن يهزم العراقيون الارهاب. لكن الداء الأكبر هو في الشقاق. في بلد يحاول منذ أكثر من أربعة عشر قرن نفي هذه التهمة. الشقاق سهل بدؤه. لكن من الصعب انهاؤه. هو ليس كميناً للشرطة أو عبوة ناسفة ضد رتل عسكري. لا يحارب بالصواريخ ولا يقضى عليه بالمداهمات. هو يكمن في قلوب الناس. ينتشر في أعضاء البلد كالسرطان. قد لا ينفع معه حتى"الكيماوي". يقول رئيس الوزراء المكلف ان المحاصصة السياسية التي فرضتها الظروف الحالية ستتلاشى ولن تكون جزءأً من مستقبل العراق. نود ان نصدقه. لكن الشك أكبر. نريد أن نصدقه. نريد أن نسمع شعراً غير ذي شجن، وغناء غير ذي دمع. نريد أن يكون العراق زغاريد البغداديات ورقص الموصل. المنامة - كاميليا بسام