منذ فترة تدور سجالات صاخبة ولاسيما في الفضائيات حول الشعر العربي وتنطلق اسئلة كثيرة على النحو التالي: * ماهي قيمة ودور الشعر في العصر الحاضر؟ وهل الشعر العربي علم او فن ؟ * وهل أوزان بحور الشعر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي ما تزال صالحة لأهل هذا الزمان الذين انصرفوا عن التغني بالشعر وانجذبوا نحو التكنولوجيا والعلوم الحديثة؟ *وهل ما يزال أحمد شوقي أميراً للشعراء أم أن فكرة إمارة الشعر اندثرت ودخلت في دائرة الأساطير والنسيان؟ * وهل مايزال في هذا العصر من يؤيد احياء امارة الشعر العربي؟ * وهل الشعر الحر أو الحديث أصبح بديلاً عن الشعر الموزون المكون من الصدر والعجز والقافية والصور الجميلة الآسرة؟ إن الجواب على هذه الأسئلة يطول وقد يستغرق الكثير من الكتب والمجلدات ولكني هنا بصدد الحديث فقط عن أحمد شوقي.. الذي يحاول بعض المتشاعرين أزلام الشعوبية. هذه الأيام إلغاءه والغاء إمارته الشعرية. وفي الأيام الماضية أيضا ارادت قناة المستقلة بقيادة أخونا العزيز الدكتور محمد الهاشمي من خلال مسابقة شاعر العرب أن تبعث أمجاد الشعر العربي الماضية - وتحدد من هو شاعر العرب ولا أدري هل تنجح المستقلة في هذه المحاولة أم لا؟ أما الحديث عن أحمد شوقي فهو ذو شجون فقد اعتقد الأوساط الأدبية قبل عصر النهضة أن المتنبي سيظل شاعر اللغة العربية الوحيد الذي لا يضاهيه أحد. ثم جاء عصر النهضة وظهر في مصر بعض الشعراء المبرزين الذي انتشلوا الشعر العربي من الضحالة والركاكاة أمثال محمود سامي البارودي وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي. ونظراً لوفرة شعر أحمد شوقي وتنوعه حيث قال قصائد كثيرة في معظم الأغراض الشعرية. كالغزل ، والرثاء والوصف والوطنية. كما ابدع كثيرا من المسرحيات منها « كليوباترا، ومجنون ليلى، الذي كتب عنهما مسرحية المجنون وكأنه قد عاش معه في ظل جبل التوباد في بلدة الأفلاج، على أطراف الربع الخالي !. وقال قصائد دينية مما يثبت صدقه الديني كنهج البردة مما جعله يبرز كشاعر متعدد المواهب والفنون الشعرية والاتجاهات وساعد في انتشار شعره وشهرته ذلك الشعر المغنى. في ذلك الوقت تنادى الأدباء والشعراء لاختيار أمير للشعراء وكان معظهم شعراء الوطن العربي قد اعترفوا باستحقاقه لإمارة الشعر ثم أخيراً اعترف بعلو كعبه في الشعر منافسه حافظ إبراهيم وقال في مهرجان تكريمه وتنصيبه أميراً للشعراء: أمير القوافي قد أتيت مبايعاً وهذي وفود الشرق قد بايعت معي والواقع أن احمد شوقي شاعر فحل غزير الانتاج وله قصائد في غاية القوة والجمال وله أيضاً قصائد جميلة ومعبرة قالها في المنفى. ومن أبيات شوق الشهيرة التي يتغنى بها الناس في المناسبات والمواقف الوطنية: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي وأيضاً: وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا