سعت قوى المعارضة المصرية إلى ممارسة ضغوط على الحكم بهدف اتخاذ اجراءات ضد مرتكبي حوادث الاعتداء على متظاهرين، بينهم سيدات، كانوا يحتجّون على الاستفتاء على التعديل الدستوري الاربعاء الماضي، وأرسل المرشد العام للإخوان المسلمين السيد محمد مهدي عاكف بلاغاً أمس الى الرئيس حسني مبارك ضد ما وصفه ب"تجاوزات جهاز الأمن في حق بعض المنتمين الى الاخوان"وتعذيبهم"على يد الشرطة". وجاء ذلك بعد ساعات من اقدام سلطات الأمن في مطار القاهرة على منع قيادي بارز في الجماعة هو النائب السابق الدكتور محمد جمال حشمت من السفر الى الولاياتالمتحدة. وقال حشمت ل"الحياة"إنه كان ضمن وفد من اساتذة الجامعات المصرية في مهمة علمية تستغرق شهرين، وبناء على اتفاق للتبادل الثقافي بين جامعة ميريلاند الاميركية ووزارة الصحة المصرية، مشيراً الى أنه أنهى كل اجراءات سفره بصورة سلمية، وعلى رغم كونه شخصية عامة معروفة، وكان قبل عامين نائباً في البرلمان، كما أن المهمة علمية بحتة من شأنها رفع اسم مصر عالمياً"إلا ان الجهات الامنية رأت في ذلك كله خطراً من دون ابداء أي سبب". وأوضح انه"ليس هناك قرار من النائب العام بمنعه من السفر، وليست هناك احكام قضائية او قضايا عالقة متهرب منها، وليس هارباً بأموال البنوك". وكانت دوائر رسمية لمحت الى وجود اتصالات غير معلنة بين"الاخوان المسلمين"وجهات اميركية، غير أن"الاخوان"نفوا ذلك تماماً. وعلى المستوى القانوني، تواصلت جهود المعارضة لمقاضاة المتورطين في الاعتداء على المتظاهرين، وقدمت لجنة الحريات في نقابة المحامين بلاغات إلى النائب العام أمس تضمنت وقائع ما حدث من اعتداءات. وأوضح النائب العام أن هناك تحقيقات تجريها النيابة العامة حول بلاغات وبيانات وصلت الى المجلس القومي لحقوق الانسان وحوّلها الى النائب العام الذي أمر بفتح التحقيق فوراً. ووجه المدعون اتهامات الى مسؤولين أمنيين وأعضاء في"الحزب الوطني"الحاكم وطالبوا بإحالتهم على القضاء. الى ذلك، دعت مجموعة من النساء تطلق على نفسها اسم"رابطة الأمهات المصريات"جميع المصريين الى ارتداء اللون الأسود صباح غدٍ الاربعاء للتعبير عن رفضهم على ما حدث لعدد من النساء والفتيات ممن كن موجودات في شوارع القاهرة وقت التظاهرات يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري الأسبوع الماضي. ودعت الرابطة في بيان، المصريين الى الخروج من بيوتهم كالمعتاد والتوجه الى أماكن العمل ولقضاء حوائجهم اليومية في شكل طبيعي، على أن يتشحوا بالسواد، في احتجاج رمزي يهدف الى استقالة وزير الداخلية. واعتبرت ذلك الخروج دفاعاً عن اعراض المواطنات المصريات اللاتي تم الاعتداء عليهن وتقطيع ملابسهن في الشارع، لأنهن تجرأن على قول"كفاية بدل الصمت".