هجوم نازي جديد على روسيا، والحديث هنا ليس عن المانيا النازية التي يحتفل الروس بعد ايام بالذكرى الستين للانتصار عليها، بل عن"عدو داخلي"بات معروفاً باسم مجموعات النازييين الجدد، التي تصاعد نشاطها في شكل خطر خلال الآونة الاخيرة، وتحولت الى جيش من المتطرفين الذين اتسع نفوذهم على نحو غير مسبوق وفرضوا سيطرتهم على مدن بأكملها في روسيا. والهجوم الجديد استهدف اثنين من العسكريين الجزائريين الذين يخضعون لدورة تدريبية في اكاديمية قيادة اركان الجيش الروسي هما: محمد طيب براكي وبويازيس حافظ. اما سيناريو الاعتداء فليس فيه جديد، لأن مشهد عصابة مؤلفة من ثمانية او عشرة شبان حليقي الرؤوس ومسلحين بالعصي والسلاسل الحديد، غدا مألوفاً في موسكو ومدن روسية عدة، والغالبية الساحقة من ضحايا الهجمات الدموية لعصابات النازيين الجدد هم ذوو البشرة السمراء من ابناء منطقة القوقاز والآسيويين والقادمين من بلدان الشرق الاوسط، ومن بينهم العرب الدارسون والمقيمون في روسيا. وتحول هؤلاء اهدافاً دائمة للهجمات، اذ لا يكاد يمر يوم من دون الاعلان عن اعتداء جديد في محطات مترو الانفاق او في اماكن تجمع الطلاب، كان احدثها في سان بطرسبورغ التي تحولت الى معقل اساسي للمنظمات الفاشية والمتطرفين القوميين، ما دفع اعداداً من الطلاب الدارسين فيها الى تنظيم اعتصام اعلن خلاله نحو 15 طالباً سورياً استنكافهم عن الدراسة في روسيا، بسبب ما وصفوه بأنه تقصير من جانب الجهات المختصة في حماية ارواحهم. وكان هذا التطور وقع بعدما قتل طالب سوري قبل زهاء شهر على يد عصابة نازية. ودق كثيرون في روسيا ناقوس الخطر بعدما تحول نشاط النازيين الجدد الى عنصر قلق دائم. ونشرت منظمات حقوقية ارقاماً مذهلة بينت ان روسيا التي انتصرت على النازية قبل ستين عاماً، تحولت الى ساحة نشاط اساسية لهؤلاد بعدما دلت الاحصاءات الى ان اعداد"النازيين"في روسيا وحدها يصل الى نحو 50 الف ناشط يتبعون لعشرة تنظيمات متطرفة تمارس نشاطها على الاراضي الروسية. ولهذا الرقم دلالاته، ذلك ان ناشطي التشكيلات المعروفة باسم"حليقي الرؤوس"في اوروبا والولايات المتحدة معاً، لا يزيد على 70 الف شخص. والاسوأ من ذلك ان حليقي الرؤوس الروس باتوا يفرضون سيطرة شبه مطلقة في عدد من المدن الكبرى مثل يكاتيرينبورغ وسان بطرسبورغ وكراسندار وموسكو نفسها. وتستفيد المنظمات المتطرفة من الدعم غير المعلن الذي تحصل عليه من جانب المواطنين واجهزة الامن والشرطة التي تغلغل في صفوفها انصار النازية الجديدة. وتعد الحالات التي تم الكشف فيها عن قتلة الاجانب ومحاكمتهم نادرة وعلى سبيل المثال لقي 44 اجنبياً غالبيتهم من اصحاب البشرة السمراء مصرعهم في هجمات عنصرية العام الماضي. ونجحت اجهزة الامن في تعقب القتلة في حالين فقط. وفي الشهرين الماضيين، وقع 15 هجوماً دموياً ضد مواطنين اجانب نحو نصفها في كراسندار، ما دفع الطلبة فيها وبينهم كثير من العرب الى تنظيم تظاهرة حملوا خلالها لافتات كتبوا عليها:"اتينا لندرس لا لنعود الى اوطاننا في توابيت".