واشنطن - أ ف ب - اعتبر وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أول من أمس في واشنطن أن الولاياتالمتحدة وأوروبا تشكلان اثنين من «التحديات» أمام النهوض الاقتصادي العالمي. وقال غايتنر في خطاب وُزّع نصه على الصحافيين إن «الاقتصاد العالمي برز من الأزمة، وهو يواجه حالياً عدداً كبيراً من التحديات تراوح بين صعوبات النهوض في الولاياتالمتحدة، والقلق في أوروبا». وأشار إلى أن بلاده «تشدّد على خلق وظائف وارتفاع المنافسة وإقامة أسس صلبة لتأمين رفاهية على المدى الطويل». ويبدو أن مواقف غايتنر تختلف مع مواقف الرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي أعلن بداية الأسبوع أن الأزمة في منطقة اليورو «ترعب العالم» كله. ويحثّ غايتنر منذ أسابيع عدة الأوروبيين على التحرّك بأقصى سرعة ممكنة لتسوية مشاكلهم نهائياً. ورأت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أول من أمس أن المجموعة الدولية «بدأت تتجاوب» مع خطورة الوضع حيال الأزمة التي تهدّد الاقتصاد العالمي. وكتبت في المدونة الإلكترونية لصندوق النقد، أن «قبل اللقاءات الدولية في واشنطن الأسبوع الماضي بمناسبة الجمعية العامة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حذّرت من المرحلة الجديدة الخطرة التي يواجهها الاقتصاد العالمي، ودعوت إلى تحرك جماعي جريء»، مشيرة إلى أن «نتيجة تلك اللقاءات، تكوّن لدي انطباع قوي بأن المجموعة الدولية بدأت تتجاوب مع هذه التحديات». واعتبرت أن اجتماعات صندوق النقد الدولي أتاحت التوافق على «تشخيص مشترك للمشاكل». وأوضحت أن ثمة توافقاً على ضرورة أن تتبنى الولاياتالمتحدة «إستراتيجية صادقة لإعادة التوازن إلى ماليتها العامة على المديين المتوسط والبعيد»، على أن تسارع إلى التصدي لمشكلة ارتفاع مستوى البطالة. وفي الشأن الأوروبي، قالت: «الجميع متفق على أن التحدي الأساسي يكمن في معالجة مشكلتي الديون العامة والمصارف، وهما مشكلتان متداخلتان»، لافتة إلى أن لا يزال يترتّب على الدول الناشئة «تحقيق الهدف الأخير المتمثّل في إعادة توازن الاقتصاد العالمي»، ما يحتّم عليها تركيز نموها على الطلب الداخلي أكثر منه على الصادرات. وأضافت لاغارد أن قادة العالم تعهدوا بالتحرك لمنع تقويض صدقية الدول ولتحقيق الانتعاش، مشيرة إلى انه لا يزال يتعيّن على المصارف المركزية الاستعداد لدعم الانتعاش، ومشدّدة على ضرورة إجراء «إصلاحات بنيوية» من اجل تنشيط المنافسة من دون إلقاء أعباء على الأكثر ضعفاً. واعتبرت أن كل شيء يتوقّف على الرغبة في «تنفيذ» الوعود.