كشفت مصادر قريبة من"الحركة الفلسطينية الاسيرة"في السجون الاسرائيلية ل"الحياة"عن مشاورات يجريها الاسرى داخل السجون لدرس آلية مشاركتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة، وقالت ان التوجه الاقوى هو نحو ادراج اسرى في مواقع مضمونة في قوائم"التمثيل النسبي"في خطوة نوعية يسعى من خلالها الاسرى الى تفعيل قضيتهم ودورهم في المشهد السياسي وصنع القرار الفلسطيني. من جهة اخرى، صرح احد المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة"فرانس برس"أمس بأن الرئيس يرغب في تأجيل الانتخابات التشريعية حتى الخريف المقبل ويسعى الى مناقشة هذه المسألة مع الفصائل الفلسطينية وخصوصاً حركة"حماس". واكد المصدر ان"مصر تقوم الآن باتصال مع قادة الفصائل ومنها حماس لدعوتهم مجدداً الى القاهرة في حزيران يونيو من اجل الاتفاق على الموعد الجديد للانتخابات". وقرر المجلس التشريعي الفلسطيني امس ان يطلب من السلطة الفلسطينية الافراج فوراً عن الامين العام للجبهة الشعبية سعدات والمسؤول المالي العسكري اللواء فؤاد الشوبكي المسجون مثله في سجن اريحا الفلسطيني. وأكدت المصادر ان أسرى"حركة المقاومة الاسلامية"حماس لا يشاركون في هذه المشاورات، وان الحديث يتعلق بحركة"فتح"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". ورجحت فرز اسماء عدد من الاسرى المرشحين لادراجهم في قوائم التمثيل النسبي الانتخابية باسم الفصائل التي ينتمون اليها في مواقع"مضمونة"النجاح. ويستشف من النقاشات الجارية ان خيار تشكيل"كتلة الاسرى"لخوض الانتخابات ستشتت اصوات الناخبين الفلسطينيين الذين سيدلون بأصواتهم في انتخابات تعتمد النظام المختلط التمثيل النسبي حسب قوائم حزبية، والدوائر الانتخابية اي انه سيكون لزاماً عليهم استخدام ثلاث ورقات اقتراع بدلاً من اثنتين واحدة للدوائر واخرى للتمثيل النسبي الامر الذي قد يؤثر في عدد الاصوات التي سيحصل عليها كل فصيل في انتخابات القوائم الحزبية. وكشفت مصادر ل"الحياة"ان المكتب السياسي للجبهة الشعبية اتخذ قراراً بأن يترأس امينها العام احمد سعدات، المحتجز في سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية تحت حراسة اميركية وبريطانية، قائمة الجبهة الانتخابية. واضافت ان نائب الامين العام عبدالرحيم ملوح المعتقل في السجون الاسرائيلية سيكون التالي على القائمة. وعلمت"الحياة"ان الانتخابات"الداخلية"التي اجرتها"الشعبية"في بعض المدن والمناطق لفرز مرشحيها ابرزت ثلاثة من معتقليها لخوض الانتخابات. وهم عبدالرازق فراج عن منطقة رام الله، ومجدي الريماوي وعاهد ابو غلمة المعتقلان في سجن اريحا ايضاً بتهمة اغتيال الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وذكرت مصادر قريبة من حركة"فتح"ان التوجه العام لدى الحركة الاسيرة هو دعم النائبين في المجلس التشريعي والمعتقلات داخل السجون الاسرائيلية مروان البرغوثي وحسام خضر. ونفت فدوى البرغوثي قرينة الاسير مروان البرغوثي المحكوم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات نية زوجها ترشيح نفسه ممثلاً للحركة الاسيرة لانه عضو في المجلس الثوري ونائب في المجلس التشريعي، وقالت:"اذا اراد مروان خوض الانتخابات فانه سيخوضها شخصياً نظراً الى كونه قيادياً مهماً في حركة فتح". ولم يتخذ قرار نهائي في شأن"المعايير"التي سيعتمدها الاسرى لفرز مرشحيهم، اذ أنهم يجدون صعوبة في اجراء"انتخابات"داخل السجون الاسرائيلية. لكن الاعتقاد السائد هو ان الاسرى"القدامى"هم من ابرز المرشحين لخوض هذه الانتخابات. ويمنح القانون الفلسطيني الاسرى في سجون الاحتلال حق الترشيح والانتخاب. غير ان الحكومة الاسرائيلية رفضت مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في بداية العام الجاري.